فيما يخص التعامل مع حكم براءة مبارك هناك أنواع، النوع الأول الذين يطبلون لمبارك، ومصالحهم ارتبطت به وحزبه ووجدوا مصالحهم مهددة بزواله، انضموا لثورة يرفضونها وعادوا وهؤلاء فرحوا ببراءة مبارك، لا يريدون مبارك كشخص، لكنهم مع منظومة تتساند إلى بعضها من الفساد والمحسوبية، ولا يرون أن هناك مشكلة فى الانهيار الذى حدث للتعليم والصحة والظلم الذى يملأ البلاد.
هؤلاء يدافعون عن مصالحهم، ولا يمثلون أنفسهم وإنما يمثلون مصالح تكونت مصالحهم على مدى سنوات. ويقاومون أى تغييرات تقلل من أرباحهم أو تفرض رقابة على أنشطتهم أو مواجهة ما حصلوا عليه خارج القانون.
هناك النوع الثانى، كانوا من رجال مبارك ونظامه استفادوا منه ولمعوا فى عهده لكنهم انقلبوا عليه وارتدوا ملابس الثورة فوق ملابسهم «مستفيدين» زايدوا على الثورة من البداية، وتبنوا أكثر المواقف تطرفا لأنهم تأكدوا أن نظام مبارك لن يعود وأنهم يمكن تكييف نفسهم مع المرحلة الجديدة، ومازالوا يريدون إبعاد تهمة الانتماء لمبارك، يسعون لحماية مصالحهم ومكاسبهم فى ظل المرحلة الجديدة، ونجح بعضهم فى خداع بعض الناس بعض الوقت، يتحدثون باسم الشعب والثورة بينما هم يحرسون مصالحهم، ولا يختلفون كثيرا فى فكرة «الأراجوزية النفاقية».
النوع الثالث هؤلاء الذين كانوا ضد مبارك وطريقة تفكيره وثاروا عليه ويرون أن تقديمه لمحاكمة جنائية كان خطأ، وأن الحكم القضائى ليس مسيسا ولا علاقة للنظام الحالى به، وأن أحكام براءة ضباط وأمناء الأقسام وموقعة الجمل ورجال مبارك بدأت من المجلس العسكرى وفى عهد الإخوان. لأنها تمت بتعجل ومن دون دراسة، وهؤلاء يرون بالفعل أن مبارك له خطايا لم يحاسب عليها وأنه مسؤول عن تجريف البلاد وتضييع فرصة أن تكون مصر دولة متقدمة، وليس فقط دولة مستقرة. وأن المحاكمات الجنائية لم تكن الخطوة الأنسب، وإنما المحاكمة السياسية.ويرون أن الانتقال من نظام مبارك لنظام ديمقراطى وعدالة اجتماعية حقيقية، ومواجهة الفساد يتم بالوحدة والتدرج، هؤلاء مع الثورة والتغيير، وعدم التوقف عند انتقام لم يثمر ولم ينتج تغييرا وأن مبارك ليس شخصا والثورة أكثر من مجرد مظاهرة أو حنجرة. وهؤلاء مع الثورة والدولة. كانوا مع ثورة يناير و30 يونيو يرون أن الإخوان لا يختلفون عن نظام مبارك وربما أسوأ، وأداروا السلطة بطمع وغباء، ومازالوا يحاولون المتاجرة بالثورة بحثا عن صيد.
النوع الرابع هم من يتحدثون باسم الثورة، منهم الحقيقى، بعضهم مع الثورة وضد الوطنى والإخوان، وحولهم المتاجر والمتربح، لم يكونوا معا، فرقتهم الآراء والمصالح، بعضهم يرى الثورة طريقا للتغيير، والبعض يراها طريقة للربح، أو مجرد قفزة فى الهواء.