فى ستينيات القرن الماضى كانت أغنيات الإذاعة العاطفية ترقى بوجداننا وتهذب مشاعرنا، وتكبح جماح المراهقة فينا، أما الأغانى الوطنية فقد كانت تشد ظهورنا، وتعلو بالمشاعر الوطنية بداخلنا حتى تبلغ بها عنان السماء، وتجعل من الوطن حبيبا أوحد ، تهون فى سبيله الأرواح والحياة وما فيها.
فكم كانت تهز وجداننا وتنمى حسّنا الوطنى أغنيات مثل "نشيد الجهاد"- ضد الاحتلال وليس ضد أبناء الوطن- و "الروابى الخضر" و"النهر الخالد" و "وطنى وصباى وأحلامى " و" مصر نادتنا فلبّينا نداها" و"دع سمائى فسمائى محرقة" و "مصر تتحدّث عن نفسها " و " مصر التى فى خاطرى"و"بلادى بلادى " و"يا يأغلى اسم فى الوجود " و "حب الوطن فرض عليا" و "وطنى حبيبى" و" ياحمام البر" و" أحلف بسماها"وغيرها كثير كانت تحمله إلى آذاننا وقلوبنا أصوات كأوتار الآلات الموسيقية فى قوتها ونعومتها ، وألحان شجية (لا خبط فيها ولارقع) لاتصدّع الرؤوس، بل تأخذ الأرواح إلى عوالم من الشجن الصافى.
واليوم لم تعد الإذاعة هى مصدر الأغانى ، بل أصبح كل من يحدّث نفسه بأن يغنّى (يعبّى شريط) بماله أو بمساعدة أحد ، فخابت الأغنيات وخاب مسعاها وكثرت شرورها ، ولم تعد لها إلا التأثيرات الخبيثة على الآذان والوجدان ، وندرت الأصوات الجميلة ، والأغانى العاطفية الرقيقة ،أو الوطنية الأصيلة ، وكثرت الأغانى القبيحة الكلمات والمزعجة الألحان والأصوات ، وأصبح تأليف الأغانى وتلحينها وغناؤها مهنة من لامهنة له ، وعمل من يريد ، لا من يملك الموهبة أوالقدرة أو الصوت الحسن والحس الراقى الرهيف.
ولكننا فى هذه المرحلة العصيبة من تاريخنا ، نأمل فى أن يرزقنا الله أغنيات كالأغنيات ، تواكب نهوضنا من العثرة ، وترفع من معنويات شبابنا ، وتنمّى انتماءه بوطنه ، ووعيه بقيمة أرضه ، وتعيد لنا بريق أيامنا الزاهرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هناك فرق كبير بين الاغانى الوطنيه التى تلهب المشاعر والعزه بالوطن وبين تلك الطبول المرافقه للفساد
بدون