زينب عبداللاه

الحاج صاحب البيت يحكم جامعة الأزهر

الأحد، 21 ديسمبر 2014 11:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى هل يرضى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن أفعال وأقوال الدكتور عبد الحى عزب رئيس جامعة الأزهر؟

وهل تصلح طريقته فى الحديث والتعامل مع الأساتذة والطلاب كنموذج لأسلوب الحوار فى أكبر جامعة إسلامية فى العالم ؟

ألفاظ وتعبيرات وتصريحات يستخدمها رئيس الجامعة لا تمت لأسلوب الحوار الجامعى المتحضر بأى صلة، يتعامل فيها بمنطق وطريقة الحاج صاحب البيت.

يتوعد فى تصريح صادم بإغلاق الجامعة عاما كاملا واعتباره رسوبا لكل الطلاب إذا تكررت أعمال الشغب من بعضهن، وكأنه استوحى عبارة الفنان الراحل عادل أدهم الشهيرة التى قالها فى أحد أفلامه " أنا صباعى لما يوجعنى ما اعالجوش.. أقطعه واستريح منه. "

وهو منطق لا يصلح أن تدار به جامعة تعبر عن وسطية الإسلام ولا يصلح أن يتم به التعامل مع جموع طلاب جامعة الأزهر حتى وإن كان بينهم فئة مشاغبة أو تحاول إثارة القلق، فهى أيا كانت فئة قليلة بين طلاب الأزهر الذين يتجاوز عدد هم 400 ألف طالب وطالبة.

وأظن أنه لو أراد أعداء الإسلام وأعداء مصر وأعداء الأزهر أن يستغلوا أمرا لتشويه صورة الإسلام الوسطى وصورة الأزهر الشريف فلن يحتاجوا أكثر من أن يعرضوا مقطعا لرئيس جامعته وهو يتحدث عن الطلاب أو معهم أو حتى عن الأساتذة، ليؤكدوا أن الأزهر فقد لغة الحوار والوسطية وعجز عن إيجاد صيغة يعبر فيها عما يرفعه من شعارات ويضعه فى أوراق توصيات كل المؤتمرات ثم يضعها على رفوف يغطيها تراب الإهانة اليومية للطلاب والأساتذة وغبار التهديد والوعيد المتصاعد من فم رئيس الجامعة.

فضيلة الإمام الأكبر لن يضر الأزهر وجامعته مشاهد الطلاب المتظاهرين أو المخربين بقدر ما يضرها هذا الأسلوب الفظ الذى يتعامل ويتحدث به رئيس الجامعة، والذى توعد أى أستاذ ينتقد سياسة وأسلوب الأزهر قائلا " مش هاسيبه يعنى ياكل فى عيشنا ويقطع فى خيشنا. "

كما يتعامل مع الطلاب بمنطق "الحاج صاحب البيت "، فحين أعاد تسكين طالبات الأزهر فى المدينة الجامعية خرج بتصريح مهين يقول فيه : " مفيش بنت فى المدينة تقدر تنطق و لو واحدة شافت أعمال شغب من أى زميلة ولم تبلغ عنها، هاطرد كل طالبات المدينة إلى الشارع..أنا باسكن الطالبات رحمة منى وسعر الاشتراك 50 جنيه فى الشهر وده بيرفع عن كاهل أولياء الأمور أعباء كبيرة واللى مش هتلتزم هتنطرد تانى يوم "، وكأن الأستاذ الجامعى الفاضل يسكن الطالبات فى عمارته الخاصة.

وإذا كان الحزم مطلوبا فى إدارة الجامعة فيحضرنى أن أذكر الدكتور عبدالفتاح الشيخ - رحمه الله – رئيس جامعة الأزهر الأسبق والذى كان نموذجا فى الإدارة الحازمة، وطوال تاريخه لم يتلفظ بأى لفظ أو عبارة تحمل إهانة لطالب أو أستاذ، بل كان يحرص على أن يمر على غرف الطلاب والطالبات ليطمئن بنفسه على أحوالها وأحوالهم، فى حين لا يستطيع رئيس الجامعة الحالى أن يتواجد بين طلابه، واكتفى بتسكين الحاصلين على تقدير امتياز فقط بينما لا يجد باقى الطلاب سكنا وفى حين تبقى مبانى وغرف المدن الجامعية فارغة.

وانبرى د. عزب - الذى يعرف أكثر منا معنى الأية الكريمة " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "- ليهدد حتى عمال الجامعة قائلا : " الأوضاع فى الجامعة مستقرة و حتى الجناينى لو تكاسل عن عمله "سأقطع رقبته بالمقص اللى فى إيده. "

فضيلة الإمام الأكبر أنقذ طلاب الأزهر من الاتجاه للتطرف والعنف الذى يدفعهم إليه دفعا رئيس الجامعة العريقة، ويقدم دون إدراك منه أكبر خدمة لمن يحاولون هدم الأزهر ودفع طلابه للتطرف، فلن يخلق هذا الأسلوب سوى نفورا وكرها للجامعة وأسلوب إدارتها، وقد يدفع المزيد من الطلبة والطالبات إلى معسكر المشاغبين ودعاة العنف فى الجامعة وفى مصر بشكل عام.

وعلى رئيس الجامعة الفاضل أن يدرك أن أسلوب القهر والإهانة والإذلال سيأتى بنتائج عكسية وكارثية، وأنه لا يدير عزبة أو عمارة وأن أسلوب الحاج صاحب البيت لا يصلح لإدارة أكبر جامعة إسلامية وأن ما يقوله يسيئ إلى الأزهر وأساتذته قبل أن يسىء للطلاب والطالبات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة