الأجواء المبهجة التى صاحبت زيارة الوفد الشعبى الإثيوبى فى الأيام الفائتة تؤكد عودة المياه إلى مجاريها، صورة الرئيس المصرى مع الوفد الذى ترأسه رئيس البرلمان كانت صافية، الابتسامات التى حملت اللقطة تؤكد على صدق اللحظة، أنت أمام أسرة سعيدة تلتقى بعد سنوات من سوء الفهم والتوجس والطمع، السيسى دعا المبتسمين إلى قيام برلمانهم بإصدار قرار يشير فيه إلى حق الشعب الإثيوبى فى التنمية، وإلى حق الشعب المصرى فى مياه النيل وفى تأمين مصالحه المائية، مصر بالفعل تتمنى الخير لإثيوبيا، ولكن النبرة المصرية الطيبة الودودة الهادئة فى معالجة سد النهضة «غير المدروس» لا تتسق مع ما يجرى على أرض الواقع.
إثيوبيا تبنى سدا هو الأكبر فى إفريقيا سيحجز 74 مليار متر مكعب من المياه المتجهة إلى السودان ومصر، وتسعى من خلاله إلى جانب الكهرباء وما إلى ذلك، إلى فرض واقع جديد، وفرض سيادتها على حوض النيل الأزرق وانتزاع الحق فى بناء السدود مستقبلا واعتبار أن هذه السدود تقام تحت لافتة السيادة الوطنية، لا أستبعد ما يذهب اليه هانى رسلان أن إسرائيل هى التى تدير المفاوضات مع مصر، حيث يقوم التفاوض على إعطاء أمل للوصول إلى حل، ثم سحبه مرة أخرى وإرهاق الخصم، كان سقف خارطة الطريق مارس المقبل، وزير الرى المصرى أبعدها إلى منتصف العام، فى الوقت الذى أنجز الإثيوبيون %40 من السد، الوفد الذى التقى الرئيس والإمام الأكبر وقداسة البابا نواياه طيبة، ولكنه مؤمن بسد النهضة وضرورته وحتميته.. تماما كما يؤمن الأتراك والقطريون والإسرائيليون.