أعلن الكاتب السينمائى المتفرد وحيد حامد بعد حضوره اللقاء مع الرئيس السيسى أنه متفائل، وأكد أن جميع من شاركوا فى هذا اللقاء من الأدباء والمبدعين اتفقوا على أن نهضة مصر تبدأ من إصلاح المنظومة التعليمية، وأضاف أنه خرج من الاجتماع وهو مطمئن ومتفائل.
بعيدًا عن اعتبارات البروتوكول واللياقة التى تفرض على المرء أن ينتقى كلامه بحذق وهو خارج توًا من قصر الرئاسة، فإن ما يقوله وحيد حامد بالغ الأهمية، فلا نهضة لنا دون أن نشحذ كل الهمم للنهوض بالتعليم، ولا مستقبلا مشرقا لو ظل المصريون أسرى منظومة تعليمية بالية ليس لها علاقة بالعصر الحديث، فالعشرون سنة الأخيرة قلبت العالم رأسا على عقب، وأصبح أى حديث عن التعليم لا يضع فى اعتباره الثورة الرقمية الهائلة مجرد لغو كلام، كما أن اختزال التعليم فى الحفظ والتلقين بات أمرًا يخاصم العصر، لأن التعليم يجب أن يغرس فى عقل التلميذ فكرة النقد والابتكار والتأمل.
ثم كيف نضع تصورًا للنهوض بالتعليم بينما نحن الدولة الوحيدة فى العالم - حسب علمى - التى تتكئ على نظامين للتعليم، المدنى والدينى، أما آن الأوان لتحظى مصر بمنظومة تعليمية واحدة؟ ألا يوجد حل يجعلنا نعلّم من يريد من أبنائنا الفقه والشريعة وأصول الدين ضمن برنامج التعليم المدنى؟ فى أوروبا وأمريكا هناك كليات متخصصة فى اللاهوت وعلوم الأديان، لكنها تابعة للجامعات المدنية هناك، ولا وجود لجامعات دينية متخصصة.
بصراحة أكثر.. ألم تستخرج برامج التعليم فى الأزهر أسوأ ما فى شبابنا من كراهية للآخر وحض على العنف، برغم ما يقال عن أن الأزهر الشريف هو المعبّر الأمثل عن وسطية ديننا الحنيف؟
أما إذا جئنا إلى التكدس البشرى المخيف، فكيف يمكن لنا أن نشيّد مدرسة عدد أفراد كل فصل فيها لا يتجاوز 25 تلميذا حتى نوفر لهم فرصة إيجابية لتلقى العلم وتنمية عقولهم؟ وماذا عن المعلم نفسه؟ هل نملك خططا لإعداد معلم كفء قادر على القيام بمهامه؟
إن وحيد حامد أصاب حين تفاءل بالسيسى، لكن ماذا أعددنا لمواجهة المتشائمين من المستقبل؟