لا أستطيع حتى الآن أن أتفهم كيف طرح أحد المثقفين المصريين فى لقائهم بالرئيس السيسى فكرة إغلاق قنوات فضائية تحت دعوى إثارتها للفتن وإحداث القلق دون مراعاة لظروف البلاد.
صحيح، يحدث ذلك، ولكن طرح الإغلاق من بابه دون طرح حل موضوعى للأزمة الإعلامية، بمشاكلها المعقدة يعكس القصور الفكرى، وكيف أننا بدأنا نستسهل الحلول بالإغلاق دون التفكير خارج الصندوق نحو إعلام حقيقى موضوعى ينقل أوجاع وهموم البلاد كما هى، ويساعد فى حلها عبر خطوات تنموية ونظرة مستقبلية.
الغريب أن حديث المثقفين فى جوهره لا يختلف تمامًا عما ذكره مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع قبل عام ونصف العام عندما وصف الإعلام بأنه سحرة فرعون ولا يختلف تماما عما ذكره «خميس» مذيع قناة الإخوان عندما طلب بغلق قناتى سى بى سى، النهار، ولا يختلف عما ذكره خالد عبدالله من ضرورة منع محمود سعد ولميس الحديدى وعمرو أديب مع الظهور على الشاشات، ولا يختلف تماما عن القرار الذى أعده وزير استثمار الإخوان يحيى حامد بقائمة القنوات التى كان سيتم إغلاقها صبيحة 30 يونيو.
أزمتنا الإعلامية لا تختلف تماما عن أزمتنا الفكرية، إعلاميونا لا يختلفون عن مفكرينا ومثقفينا ممن طالبوا بالإغلاق، والسؤال هنا: كيف لم يطرح أى مثقف أو أديب دعوة لإعداد ورقة عمل محترمة عن ميثاق شرف إعلامى لضبط معايير السلوك فى القنوات الفضائية، لضبط مسار واحد لكل المذيعين، يكون شعاره الأساسى المواطن المصرى ومصلحة البلاد، بدلا من مصالح رجال الأعمال أصحاب القنوات الفضائية أو من مموليهم، ويكون محتوى المادة الإعلامية المقدمة مبنيا على ما ينفع الناس ويمكث فى الأرض وليس مبنيا على المواضيع التى تجذب المشاهدة الأعلى من الجن والعفاريت وقضايا الفتن.
أخيرًا.. هل بعد الغلق سيتحسن حال الإعلام المصرى؟ أتحداك، الإعلام بحاجة إلى إعادة ضبط للمصطلحات وترتيب للأولويات وحسن اختيار الضيوف ومن قبلها القضايا المثارة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د / مجدى المغربى
سحرة فرعون ماتوا على الإيمان
عدد الردود 0
بواسطة:
منى
خرافه حريه الاعلام