حين تثور الشعوب على حكامها، هل من المنطقى أن يستعين الحكام الجدد بنفس الكوادر التى كانت تؤيد الحكام السابقين؟
هكذا علقت على ما ذكره عمار الشريعى حول بدء العلاقة بين أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب مع ثورة 23 يوليو 1952، يرد: «بلاش تسرع»، يضيف:لاحظ أننا أمام ناس لم يكونوا فنانين فى الليل، وكوادر سياسة فى النهار، ممكن تقول إنهم تعاملوا مع الوضع اللى موجود قبل ثورة يوليو على أساس أن هو ده اللى موجود، لكن مشروعهم الفنى ماشى بيجددوا فيه، بيطوروا الموسيقى والغناء، ثورتهم كانت فى هذا المجال، ثورتهم كانت بتقول: يا جماعة يا بتوع السياسة انتم بتعملوا كوارث ومش عرفين تجيبوا الاستقلال للبلد من الاحتلال، والملك يلاعبكم ، لكن احنا بنطور فى اللى يخصنا، بنطور فى الموسيقى، يعنى احنا بنعمل ثورة فى منطقتنا، يزيد عمار: لسان حال الفنانين كان بيقول كده ، ولما جاءت مفاجأة الضباط بالثورة، كان الحدث كبيرا، جاء فى وقته، جرى الكل عليه، وقال الفنانون: احنا مش استثناء، دا احنا بشرنا بالثورة.
يدق جرس التليفون، عمار ينتهى من مكالمته، كانت الفنانة التونسية لطيفة تحدثه، تأخذ حيزا من كلامنا، تقوده المكالمة إلى الحديث عن الوضع الحالى للأغنية، يتوقف عند الأغنية المصورة «فيديو كليب»، يقيمها قائلا: «قضت على الخيال السمعى، خلت المطرب ينجح عشان ضحكته حلوة، بصرف النظر عن آلة نطقه، أهتم، ألدغ، بس بدلته جينز، حدث إحلال للحواس، مرة كنت قاعد أنا وأمى نسمع أغنية: «سماح يا أهل السماح» للعظيم محمد قنديل، ولما وصل إلى مقطع: «كتر الملامة علىً، والله ما قلت فيه»، كانت هى حاضرة البديهة فعلقت: «يا عينى يا ابنى أمال لو قلت الملامة كان شكلك هيبقى إيه، أمى لم تقل ذلك إلا بعد ما شافت قنديل وهو بيغنى فى التليفزيون، لم تقلها طول سنوات طويلة مضت كان تستمع إليه فى الإذاعة فقط».
مرة أخرى نعود إلى قضيتنا، نعود إلى 44 عاما مضت، نعود إلى ثورة يوليو، إلى أم كلثوم، إلى عبدالوهاب، يقول: «تعالى نضرب عملى شوية»، أوافقه مداعبا: «نضرب هو فى أحلى من ضربك ؟»، يرد: «لو مسكنا تاريخ محمد عبدالوهاب وأم كلثوم مع العهد السابق مع عهد الملك، الاثنان كانا ينظران إليه على أنه ملك، أم كلثوم نالت منه نيشان الكمال، عبدالوهاب غازل الملك مرارا وعمل له «الفن» تأليف صالح جودت، وعمل له أيضا «الشباب»و«هل السلام»، ورغم كل ده لم يرد الملك على هذا الغزل، وبالتالى كان عبدالوهاب فى اعتقادى هو الأقرب إلى الثورة كاستعداد شخصى، بمعنى أنه قرفان من الملك، كان يحدث نفسه: أنا غنيت لك، ورغم كده تعطى يوسف وهبى البكوية، وأم كلثوم نيشان، وأنا ولاحس ولا خبر، لماذا لم تعطنى شيئا؟ بالشكل ده لم يكن عبدالوهاب متعاطفا مع الملك مما جعله يتعاطف مع الرأى العام ويعمل «نشيد الحرية».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
أستاذ سعيد الشحات