عادل السنهورى

مطلوب من الدوحة أفعال لا أقوال

الإثنين، 22 ديسمبر 2014 10:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر لم ترفض أية خطوة من خطوات التقارب بينها وبين أى دولة عربية شقيقة بل سعت وتجاوبت مع مبادرات لم الشمل والمصالحة وترميم العلاقات بينها وبين أى شقيق عربى رغم ما تحملته منه من مآس وتجاوز ومحاولات بائسة للتدخل فى شأنها الداخلى وايواء مطلوبين للعدالة وتسليط الآلة الإعلامية لبث الأكاذيب ونشر الفوضى والتحريض على العنف.

الرئيس السيسى منذ توليه الرئاسة لم يصدر عنه أى ردود أفعال عنيفة ضد قطر رغم الضغوط الإعلامية والشعبية للمطالبة بمواقف أكثر عنفا وحدة ضد الدوحة حتى وإن بلغت حد قطع العلاقات وطرد السفير، الرئيس تعامل بنفسية الكبير ولم يتورط فى إقحام مصر فى معركة هامشية مع «شقيقة عربية صغيرة»، واستقبل تهنئة الأمير تميم فى نيويورك بكل ترحاب وحفاوة، وأكد مرارًا أن مصر قلب العروبة لن تدخل فى عداوة مع دولة عربية، وإنما للصبر حدود، وكان الرد دائما على المبادرات والسعى نحو التقارب بأننا «نريد أفعالا لا أقوالا».

من هنا تجاوبت مصر سريعا مع مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز تقديرا للموقف السعودى ولجلالة الملك نفسه، لكن الدوحة تمادت فى التجاوز ولم تتحرك مواقفها تجاه مصر «قيد أنملة» حتى بعد قمة عودة سفراء دول الخليج الثلاث، الإمارات والسعودية والبحرين، إلى الدوحة، ولم تتجاوب مصر مع التجاوزات التى بلغت فى بعض الأحيان مرحلة «الوقاحة».

استقبال الرئيس السيسى للمبعوث الخاص لأمير دولة قطر فى القاهرة، وصدور بيان من الديوان الأميرى فى الدوحة، يعنى أن مصر لم ترفض استمرار المحاولات لترميم العلاقات، وأنها ترحب بأية لقاءات عربية. تبقى الكرة فى ملعب الدوحة، وعليها كما يقول المثل الشعبى المصرى أن «ترمى بياضها» وتنتقل من مربع البيانات والأقوال إلى الأفعال مباشرة، وإلا فإن المسألة تتحول إلى عبث سياسى ومضيعة للوقت، ما لم يتحقق شىء من شروط التوافق والتصالح.

الحديث الآن يدور حول لقاء قمة ثلاثية بين الرئيس السيسى والعاهل السعودى وأمير قطر فى الرياض نهاية الشهر الجارى لإتمام المصالحة وتذويب الجليد، ونرجو أن تكون قمة بالمعنى الحقيقى ينتج عنها أفعال على الأرض وليس مجرد «تبويس لحى» وأقوال وبيانات تقليدية لا تثمن ولا تغنى من تقارب أو مصالحة حقيقية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة