نجاح محاولات تصنيع ملابس الطاقم الطبى من مواد مضادة للبكتيريا

لاتزال العدوى البكتيرية تمثل تحدياً كبيراً أمام العلماء والباحثين، وذلك بسبب انتشار سلالات من الميكروبات ذات المقاومة العالية، وخصوصاً الجراثيم سالبة-الجرام، والتى تتميز بمقاومتها العالية للكثير من المضادات الحيوية.

ومن ضمن أكثر أماكن انتشار العدوى خطورة هى المستشفيات، حيث يصاب واحد من كل 25 مريضا على الأقل بالعدوى المكتسبة من المستشفيات (Hospital-acquired infection)، والتى تعرف بأنها العدوى التى تصيب المريض بعد دخوله للمستشفى، كما يموت ما يقرب من 100,000 شخص سنوياً بسبب تلك العدوى.

وبالإضافة إلى ماسبق، تنتشر العدوى المهنية بالمستشفيات (Occupational infections) وهى العدوى التى يصاب بها العاملون فى مجال الصحة من تمريض وأطباء وفنيين وغيرهم جراء التعامل مع المرضى.

وهناك عدة عوامل تجعل عدوى المستشفيات أكثر خطورة من غيرها، ومن ضمنها ضعف مناعة المريض، وانتشار سلالات ميكروبية داخل المستشفى أكثر ضراوة من تلك المنتشرة خارجها، وسهولة انتقال هذه الميكروبات فى ظل ازدحام الأقسام الطبية بالمرضى، وكذلك ضعف آليات النظافة والتعقيم والتطهير فى بعض المرافق الصحية على مستوى العالم.

وتمثل العدوى المكتسبة داخل المستشفيات عبئا إضافيا على نفقات الرعاية الصحية، ففى الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، فإن عدوى المستشفيات تكلف الحكومة الأمريكية مبلغ يقارب الـ4.5 مليار دولار سنوياً.

وفى إطار السعى المتواصل لتقليل فرص انتشار العدوى داخل المستشفيات والتخلص من هذا العبء المالى المتزايد، أشار الدكتور أحمد سمير خير الله المدرس بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة - جامعة بنى سويف إلى نجاح تجربة تصنيع منسوجات مقاومة للميكروبات، وتم تسمية تلك التقنية الحديثة باسم Vestex.

وتابع خير الله أن تجربة استخدام تلك الملابس تضمنت أكثر من 26 ألف مريض من خلال 10 مستشفيات، وكشفت النتائج أن استخدام تلك الملابس قد سبب انخفاضا بنسبة 40% فى معدلات الإصابة ببكتيريا المكورات العنقودية (MRSA) المعروفة بمقاومتها الشديدة للمضادات الحيوية.

واختتم خير الله قائلاً إن هذه النتائج تعزز فرص القطاع الطبى فى القضاء على العدوى داخل المستشفيات وكذلك محاربة ظهور المقاومة الجرثومية بين المترددين على المراكز الصحية، وبالتالى الوقاية من أحد التهديدات الخطيرة التى تستهدف صحة الانسان بشكل متزايد.