قرار وزارتى الداخلية والشباب بعودة الجماهير للمدرجات خلال مباريات الدور الثانى للدورى، قرار صحيح ومناسب، ويؤكد استعادة البلاد استقرارها وعافيتها مائة بالمائة، لكنه مع ذلك يظل ناقصا، فلا معنى لعودة الجماهير للمدرجات، مع حرمان جماهير ستة أندية من حضور مواجهات الفرق المنافسة.
جماهير الأهلى محرومة من حضور مواجهات الزمالك والإسماعيلى والمصرى والاتحاد السكندرى ودمنهور، أفهم حساسية مواجهات الأهلى والمصرى البورسعيدى، وحرص الأجهزة الأمنية على منع أى احتكاكات بين جماهير الناديين، خصوصا، وأن قضية مذبحة بورسعيد مازالت منظورة أمام القضاء، لكنى لا أفهم لماذا يمنع الأمن جماهير الأهلى من حضور مباراة فريقهم أمام دمنهور مثلا، أو أمام الاتحاد السكندرى، أو حتى أمام الزمالك، فلا يوجد طعم لهذه المباريات بدون الجماهير وهتافاتها ولافتاتها.
تجربة مباراة الأهلى وسيوى سبورت التى شهدت حضور أكثر من مائة ألف متفرج، على غير رغبة الأمن، ورغم ذلك لم يصدر منهم ما يعكر صفو المباراة، يؤكد أن الجماهير واعية ومسؤولة وتستحق أن تعود بحرية كاملة للمدرجات، خاصة أن عودة الجماهير للمدرجات، يعنى عودة الروح للرياضة المصرية كلها، على اعتبار أن مباريات كرة القدم هى قلب الرياضة المصرية النابض.
الأكثر من ذلك، يمكن توظيف عودة الجماهير للمباريات بما فى ذلك مباريات الأهلى والمصرى، فى تأكيد الاستقرار ووحدة الصف الوطنى فى مواجهة الفوضى التى عانينا منها طويلا، وأتخيل مباراة تاريخية بين الأهلى والمصرى فى استاد بورسعيد يحضرها الرئيس السيسى ورئيس الوزراء ومشاهير المجتمع، لاستيعاب أثار التعصب المقيت الذى نتج عنه المذبحة الأليمة التى ما زالت أثاراها تنعكس على الرياضة والسياسة حتى الآن. سيكون لحضور الرئيس هذه المباراة تأثير السحر على الجماهير وروابط الأندية، وستتحول الجماهير بفعل تأثير ومحبة الرئيس من التعصب والشغب والتدمير، إلى حراس للمباريات تدعم دور الأمن فى حفظ النظام بالمدرجات ومواجهة الخارجين عن الروح الرياضية، وبذلك نكون قد انتقلنا من إجبار المواطنين على الالتزام بالضوابط والقوانين بفعل سطوة الأمن، إلى أن يمارس المواطنون دورهم كشركاء فى هذا الوطن ومسؤولين عن أمنه وحمايته.
هل يفعلها المسؤولون فى الداخلية والرياضة وينظمون مباراة بين الأهلى والمصرى بحضور الرئيس؟ أتمنى أن يتسلحوا بالخيال الإيجابى.