مجلة «أدب ونقد» مهددة بالتوقف، هذا ما قاله الصديق الشاعر عيد عبدالحليم، رئيس تحريرها، فى كلمته فى افتتاح مؤتمر قصيدة النثر الذى يستضيفه أتيليه القاهرة منذ ثلاثة أيام.. الأسباب مالية بالطبع، وحزب التجمع الذى يصدرها «بيكح تراب». كان «عيد» يتحدث كأنه يرثيها، أو بمعنى أدق يرثى معنى كبيرًا غائمًا فى الثقافة المصرية.
«أدب ونقد» تصدر منذ ثلاثين عامًا، ولعبت دورًا كبيرًا فى حشد المثقفين فى اتجاه القضايا التى ابتذلها نظام مبارك، مثل حرية التعبير، ومناهضة التطبيع مع العدو الإسرائيلى، ومقاومة التطرف.. المجلة المتقشفة التى يكتب لها المثقفون مجانًا مهددة بالتوقف بسبب سبعة آلاف جنيه شهريًا.
وزير الثقافة جابر عصفور وعد بدعم المجلة التى سبق أن كتب لها وأخلف وعده، تحس أن هناك نية لتأميم العمل الثقافى، والتمهيد لعودة الحظيرة إلى سابق عهدها. سيكتفى المسؤولون بمجلات الوجاهة الاجتماعية التى لا تهدف للربح، ولن ينظروا إلى المطبوعات التى خاضت معارك الدولة المصرية «لا النظام». هذه المطبوعة كانت فى وقت من الأوقات هى ضمير الحركة الثقافية والوطنية، أيام كان شراء الذمم على أشده، كان يكتب فيها خليل عبدالكريم، ولطيفة الزيات، وإسماعيل صبرى عبدالله، والعالم، وأنيس، والهلالى، وفؤاد مرسى، وعبدالمنعم تليمة، وإبراهيم فتحى والعشرات من أعيان الثقافة المصرية، كانت الوردة التى يتباهى بها حزب التجمع، الوحيد الذى فكر فى إصدار مجلة ثقافية شهرية، سعدت بالعمل عامين فى هذه المجلة سكرتيرًا للتحرير مطلع التسعينيات، وشهدت نبل المقصد، ويحزننى تخلى الجميع عنها فى وقت نحتاج فيه إلى رئة أخرى.. مختلفة.