لا أعرف ماذا يفعل حمزة زوبع الآن بعد غلق قناة الجزيرة مباشر مصر؟ لكنى حزين جدا لأن حمزة كان طبيبا ناجحا يعالج المرضى، ومع ذلك فقد اشترى الضلالة بالهدى وقرر خوض بحار السياسة، ولكن من أكثر شواطئها بؤسا وجهلا.
عرفت حمزة قبل أربعين سنة، عندما كنا طلابا فى مدرسة شبرا الخيمة الإعدادية بنين، وكان صبيا نبيها بالغ الذكاء، يتمتع بالأخلاق الطيبة ويقطف حب زملائه ومدرسيه، وفى الصف الثالث الإعدادى حقق حمزة المرتبة الأولى على المدرسة كلها فى امتحانات نهاية العام، وكنت الثانى، وتزاملنا أيضا فى مدرسة شبرا الخيمة الثانوية العسكرية، والتحق بعد ذلك بكلية الطب، بينما باتت كلية الفنون الجميلة من نصيبى.
بعد تخرجنا رأيته مصادفة وهو يعمل طبيبا فى مستوصف «إسلامى» بشبرا الخيمة، ثم اختفى بعد ذلك، إلى أن التقينا - مصادفة أيضا - فى إمارة الشارقة بالإمارات قبل بضع سنين، أخبرنى آنذاك أنه يعمل فى الكويت، تأملته.. فرأيته كما كان فى القرن الماضى.. مقبلا على الحياة.. خفيف الظل.. محتفظا بفطنته، ولم ألحظ قط أى اهتمام له بالسياسة، حتى فوجئت به يكتب مقالات سياسية بعد طرد مبارك من عرين الرئاسة! وقبل أيام من الصراع بين مرسى وشفيق كتب فى مقال أنه يؤيد مرسى؟، ثم اقترب أكثر من قصور السلطة عندما صار المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان، وبعد أن لفظهم الشعب اختفى من القاهرة ليطل علينا من قناة الجزيرة مباشر مصر، ليلعن ويزدرى ثورة الشعب فى 30 يونيو التى طردت جماعته ورئيسه ومرشده الأعلى!
تحيرت وتساءلت.. ماذا قرأت يا حمزة عن تاريخ مصر والمصريين وعلاقتهم التاريخية بهذا الجيش؟ ألا تذكر يا حمزة ناظر مدرستنا الإعدادية الأستاذ بديع باسيلى موسى وهو يهتف مهللا بانتصار جيشنا فى أكتوبر 1973، فكيف هان عليك هذا الجيش؟
كنت كلما رأيته يتحدث اعترانى العجب.. ألم يكن انحيازه لمهنة الطب أولى؟ كم من المرضى كان بإمكانه إسكات غضب المرض فى أجسادهم؟
الآن.. ماذا ستفعل يا حمزة بعد إغلاق القناة؟ هل ستعود إلى عيادتك؟
يا خسارة يا حمزة!
