فى يوم واحد تلقى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المحظورة ضربتين فى الرأس، الأولى جاءت من دولة قطر عندما أعلنت إغلاق قناة «الجزيرة مباشر مصر»، والثانية جاءت من تونس عندما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات هزيمة ممثل جماعة الإخوان، المدعو المنصف المرزوقى، فى الانتخابات الرئاسية أمام منافسه الباجى قائد السبسى الذى نجح فى الإطاحة بحكم الإخوان الذين فقدوا عرشًا آخر فى الوطن العربى بعد فقدهم عرش مصر على يد الجيش المصرى الذى رفض أن يقف مكتوف الأيدى أمام إرهاب جماعة الإخوان، ورئيسها الفاشل، ونجح فى عزل مرسى فى 30 يونيو 2013.
الضربات المتتالية فى وجه جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى والمسلح لن تنتهى، والبداية فى تونس والدوحة، وستتبعهما عواصم أخرى، وسيتم غلق جميع الأبواب أمام قيادات الإخوان الذين تفرغوا للتجارة فى دم المصريين، وتحولوا إلى سماسرة لبيع أسرار مصر إلى أجهزة المخابرات العالمية، ومنها إسرائيل وأمريكا، كما هو الحال فى قضية التخابر الثانية، حيث قام مرسى وحاشيته بسرقة أوراق تخص الأمن القومى، وأسرار عسكرية باعها مساعدوه بثمن بخس للأجهزة الأمنية الأجنبية، ولهذا كله، فقد شمت فيهم المصريون عندما بدأت حملة الطرد التى ستبدأ فى الدوحة بعد إغلاق بوق الشيطان، المعروف باسم «الجزيرة مباشر مصر».
لكن هل تعلمت جماعة الإخوان أو تنظيمها الدولى الدرس من ضربتى الدوحة وتونس الموجعتين، أعتقد أن الإجابة بالنفى، والسبب أن هذه الجماعة فقدت عقلها، فلم تعد تميز بين الحق والباطل، فجميع أعضائها وقع فى المحظور، وتورط أغلبهم فى عمليات ذبح وتفجير المصريين، ومازالوا يراهنون على الحصان الخاسر، فبعضهم بدأ يتجه إلى تركيا بعد أن حرمت قطر عليهم العمل فى السياسة، واشترطت على من يريد أن يعيش فى الدوحة أن يحترم دولته الأم، وهى مصر، ويبدو أن هذا لن يعجب قيادات الإخوان الذين يعيشون فى قطر، وسيضطرون فى النهاية إلى الهروب إلى أنقرة التى سوف تصدمهم هى الأخرى، وسيكون مصيرهم الطرد، وفى النهاية لن يكون لهم مكان إلا فى سجون القاهرة، وهذا هو جزاء من خان، ومن قتل، ومن فجّر، وأساء لمصر وشعبها وجيشها، وإن غدًا لناظره قريب.