استقبل الرئيس السيسى المبعوث الخاص لأمير دولة قطر تمهيدًا للقاء «مصالحة» مرتقب بينه وبين أمير قطر برعاية سعودية، حسب ما نشرته وسائل الإعلام.
الموضوع بلا شك أثار جدلًا سياسيًا بين مؤيد ومعارض، فالمؤيديون للرئيس السيسى على طول الخط فى أى قرار يتخذه، وأى نفس يتنفسه، يقولون دعونا نطوى صفحة الماضى، وننظر للأمام والمستقبل.
جزء آخر من مؤيدى السيسى وداعمى دولة ما بعد 30 يونيو أصيبوا بحالة من التوهان وعدم الفهم، وربما الإحباط، ولم ينسوا تآمر قطر الفج على الدولة المصرية. على الطرف الآخر هناك الإخوان فى حالة صمت من نوعية «السكوت علامة الرضا»، أما طائفة الينارجية، عبيد صنم يناير، الذين استعطفوا الرئيس لحماية ثورتهم، كما يدعون لإصدار قانون عبثى لم ولن يصدر لعدم ازدراء ثورتهم، فلا تعنيهم المصالحة مع قطر من قريب ولا بعيد، فهى فليست قضيتهم من الأساس!
الرأى العام المصرى وقف بشدة ضد أى محاولات للمصالحة مع التنظيم الإرهابى الإخوانى، وذلك رغم الضغوط المستميتة من الغرب الذى أعلن دعمه بصفاقة وفجاجة لتنظيم الإخوان كما نعلم بعد ثورة 30 يونيو.. الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وعملاؤهم من بعض منظمات المجتمع المدنى والإعلام الغربى بذلوا كل السبل للضغط على مصر من أجل احتواء الإخوان، وتحدث كثيرا د. البرادعى عن حتمية احتواء الإخوان بأى ثمن، وقدم استقالته فى وقت مشين- كما نعلم- اعتراضًا على فض رابعة، فقد كان يعلم جيدًا أنها بداية النهاية بالنسبة لهم! الرئيس السيسى أكد كثيرًا أنه لا مصالحة مع الإخوان، لكن السؤال هنا: هل المصالحة المصرية القطرية باب خلفى للمصالحة مع التنظيم الدولى للإخوان؟ لا أقصد هنا عودة رموز الإخوان إلى الحياة السياسية المصرية، كما يجب أن نفرق بين الإخوان المحليين والتنظيم الدولى للإخوان.
من الواضح أن دولة قطر لا تملك استقلالية القرار السياسى، فهى مستعمرة أمريكية، وفى الوقت نفسه إحدى محطات التنظيم الدولى للإخوان، فالمصالحة إذن مع دولة قطر ما هى إلا مصالحة مع المخطط الأمريكى الإخوانى الذى تآمر على مصر من قبل 25 يناير بعدة سنوات! قطر ما هى إلا واجهة سياسية لهذا الكيان الإخوانى الأمريكى، وقناة الجزيرة ما هى إلا واجهة إعلامية ناطقة باسم هذا الكيان! فمع من نتصالح بالضبط؟ وهل هناك أكثر فجاجة ووقاحة من الوديعة القطرية! عند تولى الإخوان الحكم أغدقت قطر على مصر بمنحة قدرها 2 مليار دولار لتثبيت النظام الإخوانى، وعندما سقط الإخوان قالوا هاتوا فلوسنا! إذن الموضوع ليس له علاقة بمصر أو مصلحة شعب مصر من قريب أو بعيد!
وإذا كنا نحترم رغبة السعودية فى لم الشمل العربى، فلا يجب أن يكون ذلك على حساب كرامة المصريين، فهل هناك أى بادرة أو أمارة أو أى تصريحات أو أفعال تشير إلى أى تراجع قطرى عن سياستها؟ هل أعلنت قطر عن خطأ سياساتها تجاه مصر؟ هل أبدت أى انفصال عضوى أو شكلى عن تنظيم الإخوان الإرهابى؟ لم يحدث شىء! هل الرئيس السيسى الخلوق والمهذب بطبعه شعر بالإحراج من عاهل السعودية، لذلك استجاب للمبادرة دون أن تقدم قطر أى «سبت» لكى نقدم لها أى «حد»؟ هل زيارة تميم ورئيس مخابراته لأردوغان منذ يومين لها علاقة بالمصالحة؟ ألا يوجد مستشار سياسى للرئيس يخرج على العلن لكى يقوم بالتوضيح؟.. سيادة الرئيس لقد ذكرت أنه ليس لديك فواتير تسددها لأحد! أيضًا الشعب المصرى ليس لديه فواتير يسددها لأحد «على بياض».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام عبدالله
صائد الخلايا
احسنت يا دكتور حازم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدين
لقد قلت كل ما نريد يا دكتور حازم
عدد الردود 0
بواسطة:
الجبرتى
الصلح خير .. بس بموافقة الشعب المصرى كله