الضربات تتوالى للمشروع الصهيوأمريكى لإعادة تفتيت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولو تابعنا المتغيرات خلال الأيام القليلة الماضية سنجد أن صفحة الفوضى المدمرة تطوى، وتحل محلها صفحة من الاستقرار والتوازن فى المنطقة. تونس الخضراء تنتفض وتطرح عنها «الترويكا الثلاثية»، واجهة التنظيم الدولى للإخوان، وتأتى بقائد السبسى رئيسًا، بعد أن أتت بحزبه «نداء تونس» فى الانتخابات التشريعية، وفور إعلان فوزه يعلن السبسى أنه سيكون رئيسًا لكل التونسيين، كما يعلن بعد الاتصال الهاتفى بالرئيس السيسى اتجاهه للتعاون الكامل مع مصر لتجاوز الأزمات الماضية، وبدء عهد جديد من التعاون الثنائى على أعلى مستوى.
قطر تبدأ الاستجابة للضغوط الخليجية، وتنصاع لمبادرة العاهل السعودى الملك عبدالله، وتعلن إغلاق قناة «الجزيرة مباشر مصر»، منبر الإخوان فى الدوحة، كما تعلن على لسان نائب وزير خارجيتها أن الإخوان على أراضيها لا يمارسون السياسة، وهى بداية مشجعة لخطوات أخرى، تبدأ بتسليم المطلوبين للعدالة فى مصر، والتوقف عن دعم الميليشيات الإرهابية فى ليبيا، والتى تشكل تهديدًا صريحًا للأمن القومى المصرى.
موفد سورى رفيع المستوى يزور القاهرة لبحث سبل حل الأزمة المستحكمة فى سوريا، والتى تتداخل فيها أطراف عربية وأموال عابرة للقارات تغذى الحرب الأهلية هناك، فضلًا على رعاية تركيا آلاف المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون لإسقاط الدولة. والحل لابد أن يبدأ من القاهرة، بانسحاب الأطراف العربية الداعمة للمتورطين فى الأزمة، مع فرض هدنة على النظام والأطراف المتحاربة تسمح بعودة اللاجئين وإعادة الإعمار بالتزامن مع حل سياسى شامل.
ليبيا تبدأ خطوات جادة فى استعادة عافيتها بعد نجاح دول الجوار بزعامة مصر والجزائر فى إحكام السيطرة على كثير من المنافذ التى كانت تتسرب منها الأسلحة والأموال للميليشيات المارقة التى تهدد بتقسيم الدولة، وبعد النجاح الكبير الذى يحققه الجيش الوطنى الليبى فى تجفيف جيوب الإرهابيين فى بنغازى، ومنها إلى درنة، وطرابلس، ثم إعلان ليبيا الجديدة دولة عصرية لكل أبناء الشعب الليبى.
ولبنان يتحرك بعد طول ركود فى اتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية بعد ست عشرة محاولة فاشلة لانعقاد البرلمان اللبنانى بالنصاب القانونى لانتخاب رئيس جديد، وفى السابع من يناير المقبل موعدنا مع استجابة الأطراف المتناحرة لتتوافق على صيغة يمكن من خلالها عودة رأس الدولة اللبنانية.. وللحديث بقية.