خبراء اقتصاديون فرنسيون يطالبون بشرعية بيع الحشيش

"نظم عملية بيع الحشيش لتخرج من المأزق" عنوان إحدى الدراسات التى أجراها اثنان من أساتذة الاقتصاد، واللذان يعملان منذ فترة على موضوع المخدرات وهما البروفيسور كريتيان الأخضر أستاذ فى جامعة ليل الثانية، والبروفيسور بيير كوب فى جامعة السوربون بالاشتراك مع رومان بيريز المسئول عن الاقتصاد والمالية فى مؤسسة "تيرا نوفا"، وقد طالبوا فى هذه الدراسة بتعديل فى قانون كميات الحشيش المباعة فى الأسواق الفرنسية خاصة السوق السوداء.

وأوضحت الدراسة أن السماح ببيع الحشيش دون التقيد بالقانون له العديد من الفوائد على عكس ما قد يظن البعض بأنه سوف يزيد من عدد مستخدميه، حيث إن عملية القمع فشلت فى فرنسا وبلغ عدد مستهلكى الحشيش فى المرحلة العمرية من 15 عاما إلى 64 عاما 8.4%، وهى واحدة من أعلى النسب فى كل الدول الأوروبية، كما أن هناك 550 ألف فرنسى يدخنون يوميا، كما أن عملية محاربتها تكلف الدولة 568 مليون يورو سنويا وكل ذلك لم يأت بنتائج إيجابية.

ويتضمن السيناريو الأول لهذه الدراسة إلغاء العقوبة فى حالة استخدامه لأغراض شخصية، مثلما يحدث فى البرتغال وأسبانيا ما يؤدى إلى تخفيض بنسبة 55% من متطلبات البوليس والقضاء، ولم تحدد السعر وتركته للعرض والطلب، حيث إن الأسعار ستكون متغيرة وبذلك يكون هناك 6 آلاف مستهلك يوميا بزيادة 12% و309 آلاف مستهلك إضافى.

أما السيناريو الثانى فهو أن الحشيش سيصبح سلعة مثل التبغ، وهى الطريقة التى اختارتها أورجواى وهذه الطريقة التى تسمح للدولة للعب بالأسعار، وهو السعر الحالى 6 يورو للجرام إلى 8.40 يورو ما سوف يؤثر على السوق السوداء مع فرض ضريبة بنسبة 80% مثلما يحدث مع التبغ، ما يسمح بعائدات تصل إلى 1.3 مليار يورو فى العام وانخفاض المصاريف العامة بحوالى 92% لتصل إلى 523 مليون يورو.

ومع تذبذب الأسعار فإن الاستهلاك اليومى سيرتفع بنسبة 47% ليصل إلى 812 ألف مستهلك والعائدات ستصل إلى 1.6 مليار يورو لأن السوق السوداء ستختفى.

والسيناريو الثالث، فهو أن السعر سوف ينخفض نتيجة اللعب فى السوق، وهو ما وصلت إليه كولورادو الأمريكية، فضلا عن أن حجم الكمية سيصل إلى 270 طنا فى العام، وهو ضعف عدد المستخدمين حاليا 393 ألفا بزيادة 71%، ومع كل ذلك سوف تستفيد الدولة وتنخفض نفقاتها العامة بنسبة 86% لتصل إلى 1.7 مليار يورو لأن نفقاتها على الصحة سترتفع ولكن المكسب الإجمالى سيصل إلى 2.2 مليار يورو مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك 100 ألف فرد يعملون فى السوق السوداء ويستفيدون من تجارة الحشيش.

جدير بالذكر أن فرنسا سمحت بعقار "ساتيفكس"، الذى يخدر من الحشيش لعلاج مرضى تصلب صفائح الدم.