ليس هناك من يختلف على الدور الكبير والمجهود الضخم الذى يقوم به اللواء أركان حرب كامل الوزيرى، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمسؤول عن الإشراف والمتابعة على مشروع حفر قناة السويس الجديدة، من أجل إنجاز المشروع فى الموعد الذى حدده الرئيس السيسى فى أغسطس العام المقبل أى بعد 8 شهور من الآن أو أكثر قليلا.
المشروع كان محددا لإنجازه 3 سنوات وفقا للدراسات الهندسية لكن «الأمر الرئاسى» وضع الرجل أمام تحد رهيب فى معركة حفر القناة الجديدة للانتهاء منه فى عام واحد فقط، وأظن أن من يتابع حجم الأعمال التى تم الانتهاء منها حتى الآن فى المشروع تثبت أن اللواء كامل الوزيرى ورجاله على قدر التحدى والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، واستطاعوا فى أقل من 5 شهور تحقيق معدلات إنجاز غير مسبوقة فى أكبر عملية حفر فى العالم بسواعد عمال ومهندسى مصر، وبالاعتماد الرئيسى على شركات مصرية، فما تم إنجازه أكثر من %66 من إجمالى أعمال الحفر المقررة، بما يعنى أنه يمكن الانتهاء تماما من الحفر فى إبريل أو مايو المقبل على أكثر تقدير.
اللواء الوزيرى ومن معه أثبتوا أن الإرادة المصرية قادرة على صنع المعجزات إذا توافرت الإدارة والتخطيط السليم والدعم السياسى والشعبى للمشروعات القومية الكبرى.
ومثلما حدث فى ملحمة بناء مشروع السد العالى، يحدث الآن فى ملحمة حفر قناة السويس الجديدة. فالمعارك فى ميدان القتال أو البناء تصنع الرجال المخلصين والأوفياء والشعب المصرى طوال تاريخه لا ينضب من القيادات الوطنية المخلصة والوفية دائما لفكرة التحدى والبناء. ففى السد العالى كان هناك نموذج فذ للرجال اسمه المهندس محمد صدقى سليمان وكان ضابطا مهندسا أيضا وبسبب إخلاصه فى كل المناصب التى تولاه اختاره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مشرفا على عملية بناء السد العالى واستحدث له وزارة خاصة اسمها وزارة السد العالى ليكون أول وآخر وزير للسد العالى نظرا لدوره ومجهوده الرائع فى قيادة سيمفونية بناء المشروع، وخرج من «مدرسة السد العالى» إلى رئاسة الوزراء مباشرة. وخرج من هذه المدرسة أيضا مهندسون مصريون ضباطا ومدنيين أكفاء ساهموا فى ملحمة عبور قناة السويس وهدم الساتر الترابى بأفكار تعلموها فى مدرسة السد الذهبى.
معركة حفر قناة السويس الجديدة هى مدرسة جديدة للبنائين المصريين الجدد بقيادة اللواء الوزيرى الذى يستحق أن يصبح وزيرا لقناة السويس.