ماذا حدث للمصريين؟ هل هناك حالة من السلبية والفوضى تسيطر على السلوك العام فى الشارع المصرى؟ اللامبالاة وعدم الاهتمام بما يجرى حولنا من ظواهر سلبية وعدم الاندفاع لنجدة المستغيث وملاحقة اللصوص ومساعدة رجال الأمن، أصبحت سمة غريبة يتسم بها السلوك العام الآن ويحتاج إلى علاجه فورا، ويستفز علماء النفس والاجتماع فى تحليل الشخصية المصرية الجديدة التى كانت تتمتع بصفات المروءة و«الجدعنة» والشهامة والتضحية وإيثار الذات إلى آخر هذه الصفات الحميدة التى ميزت المصريين بين الأشقاء العرب وحتى بين الأجانب، لكن يبدو أن متغيرات عديدة طرأت على سلوكيات المصريين وهى بالطبع سلوكيات دخيلة وغريبة لم يعهدها الناس فى الداخل و الغرباء فى هذا الشعب الطيب المسالم وغير المستسلم والشهم والشجاع.
الحادث الإرهابى الجبان الذى حدث بالأمس فى منطقة سفنكس بالجيزة وفى منطقة المفترض أنها مزدحمة بالناس وبالشركات والبنوك وبرجال الأمن يكشف إلى أى مدى بلغت حالة السلبية لدى المصريين، حتى لو كان الحادث قد وقع فى الصباح الباكر فهذه المنطقة تحديدا من المناطق التى «لاتنام صيفا أو شتاء»، فهل شاهد المارة الجناة الإرهابيين على الدراجة البخارية وهم يرتكبون جريمتهم المشينة ويفرون هاربين، وكأنهم يشاهدون فيلم «أكشن» سينمائيا أو يراقبون هجمة مرتدة لفريق الإرهاب الإخوانى، دون محاولة للمشاركة فى ضبط الجناة أو الصراخ بأعلى الصوت طلبا للنجدة؟ فهروب الجناة من هذه المنطقة يستغرق وقتا ليس بالقصير لأن ممرات الهروب من سفنكس تمر بمناطق مزدحمة، ورؤية الجناة وتعقبهم ليست بالعملية الصعبة.. الحادث وقع أمام أشهر بنكين فى المنطقة ويوم الجمعة كانت هناك قوة أمنية متمركزة بالقرب من المكان وبجوار سور نادى الزمالك،فهل كانت هذه القوة موجودة فقط لتأمين المنطقة من تظاهرات الإخوان الوهمية ثم رحلت ووقع بعدها الحادث مباشرة؟ سؤال محير يحتاج إلى توضيح وإجابة من الجهات المسؤولة، فربما استمرار وجود الأمن فى المنطقة شكل عامل ردع للجناة أو شجع الناس على مواجهتهم بالاستعانة برجال الأمن.
الحادث الإرهابى فى سفنكس هو جرس إنذار ضد حالة السلبية فى السلوك العام لقطاع عريض من المصريين حتى لا نتهم الجميع بهذه الصفة الشاذة.. فماذا حدث للمصريين؟ وبماذا يفسر علماء النفس والاجتماع هذه الحالة؟