محمد فودة

محمد فودة يكتب.. معاً على الطريق فى عيد مولد محمد وعيسى

الإثنين، 29 ديسمبر 2014 03:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن مصادفة أن يلتقى العيدان فى عيد واحد.. عيد المولد النبوى الشريف وعيد ميلاد المسيح عليه السلام.. إنما هو اللقاء الأبدى السرمدى الذى ما انفصل أبداً.. هذا هو الرباط المقدس الذى يلف الوطن والذى يمتد بطول النيل شمالاً وجنوباً، مؤكدًا حقيقة ثابتة أن أتباع محمد وأتباع عيسى عليهما السلام فى رباط إلى يوم الدين، لا يمكن أن يفصلهما مهما حاول راصد أو خبيث أو مستعمر، وكم تربص هذا وذاك ولم يحصد سوى الانكسار والهزيمة، عيد هذا العام هو عيد الوحدة الوطنية الذى يجمع الشعب تحت مظلة واحدة هى مظلة وطن راسخ فى محبته وتقاليده العريقة التى تمتد إلى آلاف السنوات.. هذا الوطن الذى طالما واجه التحديات وفى كل مرة كان يخرج أكثر قوة وثباتاً ويقيناً ألا أحد يستطيع أن يفرق بيننا.. فمصر وطن واحد لشعب واحد.. هو شعب محمد وعيسى، شعب تربى على تقدير الدين والفضيلة والعزة وعرف أن الدين الإسلامى والدين المسيحى يصبان فى بحر واحد هو بحر التسامح والمحبة وتقدير العمل وعمق الانتماء للوطن، وكل هذه القيم لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تنكسر ولا أن تلين ولا أن تتشوه. نحن نحتفل هذه الأيام بقدوم العيدين، عيد المولد النبوى الشريف وعيد ميلاد السيد المسيح، وهما مناسبة لا تتكرر سوى كل ثلاثة وثلاثين عاماً مرة واحدة، وإن كنا نعيش هذه المناسبة كل عام وكل شهر وكل يوم، لأن هذه المناسبة تنمو فى خلايانا وتكبر من جيل إلى جيل وهذا هو ما يمكن أن نسمية سر الأسرار.. كيف يمكن لهذا الوطن العريق أن يواجه كل هذه الحروب التى تسعى لتدمير مصر من خلال تقسيم الخريطة ونشر الفتن الطائفية فى أنحاء البلاد.. فإذا فى كل مرة نرى الساعين إلى التقسيم يتقهقرون ويتراجعون زاحفين مهزومين بلا رجعة.. وإذ بالشعب فى تماسكه يتعهد من جديد ألا يقوى عليه أحد وألا ينهار أمام أحد.. بل يؤكد للعالم أجمع أنه قد صار أقوى وأقدر على مواصلة المسيرة دون تفكيك أو تمزيق.. هذا هو شعب محمد وعيسى الذى ما شهدت دولة فى العالم شعباً مثله أبداً هو شعب لا يتكرر ولا يمكن أن يتكرر.. ولن يشهد إلا المزيد من التماسك، ولهذا تمزقت دول وتشتتت دول أخرى، وتشردت شعوب أخرى، وانهارت خرائط، وفى المقابل زاد ترابطنا والتصقت أواصرنا وامتزجت أجيالنا، وكان أن صار نسيج الوطن أكثر تماسكاً وتشبثاً بالوحدة الوطنية.. أذكر ونحن صغار فى بلدتى كنا نلعب مع أشقائنا المسيحيين.. ونتبادل المأكولات ونتبادل الألعاب.. ومنذ هذه السنوات التى أسميها أعوام التكوين الأولى.. وهى التى نسجت مشاعرنا وثقافتنا البدائية التى تبلورت على هذه المحبة الممتدة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة