كمال حبيب

ميلاد المسيح ومحمد عليهما السلام

الإثنين، 29 ديسمبر 2014 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل المسيحيون فى العالم بميلاد المسيح عليه السلام، وتنسب السنة الميلادية إلى ميلاد المسيح عليه السلام، بينما تنسب السنة الهجرية إلى هجرة النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة.

وقد ولد محمد - صلى الله عليه وسلم - فى ربيع الأول فأنارت الدنيا كلها بمولده صلى الله عليه وسلم، كان ميلاده إيذانا بتحول العالم نحو القضاء على ما ألم به من وثنية وعادات سيئة ومظالم اجتماعية وشرك ومشاركة الله سبحانه وتعالى فى العبادة الأوثان والأصنام التى كانت مقامة فى أشرف البقاع حول مكة المكرمة.

وقد بلغت السفاهة بالعرب قبل مجىء محمد - صلى الله عليه وسلم - أن كانت النساء تطوف بالبيت عاريات ظنا أن ذلك دينا وتقربا للأصنام التى جاوزت ثلاثمائة، والتى حطمها المسلمون بعد فتحهم مكة وإعلان التوحيد وانتصار عقيدة إخلاص العبودية لله وحده لا شريك له.

الأنبياء هم واسطة الحق إلى الخلق، وهم أبناء علات (بتشديد اللام)، وأبناء العلات أى الإخوة من الأب، أبوهم واحد وأمهاتهم شتى، وكذلك الأنبياء دينهم واحد وشرائعهم شتى، لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا لكن الأصل والمشكاة واحدة.

وقد قال النبى، صلى الله عليه وسلم: «إنما مثلى ومثل الأنبياء قبلى كمثل رجل بنى بيتا فجمله وعجبه وحسنه إلا موضع لبنة من زاوية فيه فجعل الناس يطوفون به ويقولون هلا وضع هذا اللبنة، فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم الأنبياء والمرسلين» بأبى هو وأمى، أبا الزهراء قد جاوزت قدرى بمدحك بيد إن لى انتسابا.
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء

تدمع عيناى تأدبا وعرفانا فبدونك ماذا نكون جميعا كمسلمين وأنت من منحتنا أبوتك ومنحتنا وجودنا الروحى والإنسانى «النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم»، فأنت يا محمد أولى بنا من أنفسنا وأنت قائم علينا ننتظر شفاعتك فى الآخرة وتمنحنا النور فى الدنيا.

قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله، وحين جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم يريد أن يدخل الجنة فقال وماذا أعددت لها، قال ما أعددت لها غير أنى أحب الله ورسوله، فقال حبك لهما أدخلاك الجنة، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

جاء المسيح وقد بدل اليهود شريعتهم وأفسد بنو إسرائيل دينهم، فجاء المسيح ليخفف من الغلواء المادية لهم ويمنحهم والعالم كله حبا ورحمة وتسامحا، وجاء محمد صلى الله عليه وسلم وقد أظلمت الدنيا وكانت بحاجة إلى البهجة والنور بخلاص جديد للإنسانية وللإنسان المعذب، فكان محمد صلى الله عليه وسلم، وكان القرآن الكريم، وكانت السنة المطهرة، وكان التوازن بين الروح والمادة والجمع بين أطرافهما فى تناغم مبدع.

المولد النبوى والاحتفال به جائز بلا ريب، لأنه تذكير بمولد النبى الكريم، والتفاتة منا نحن اللاهثين خلف الحيوات والماديات والأضواء والملابس والماركات والمتاع الزائل من الدنيا، أن قفوا والتفتوا إلى ما جاء به أنبياؤكم ورسل ربكم جميعا موسى والمسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم.

هذه الالتفاتة الجميلة من ملايين البشر فى مصر والعالم لميلاد المسيح وميلاد محمد عليهما السلام تؤكد بلاشك حاجة الناس للدين وحاجة الناس للروح وحاجة الناس للإيمان، وحاجة الناس للاندهاش والعودة للبدايات قبل أن تلخمنا الحياة بمنتجاتها واستهلاكها ومتعها وتخمتها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة