ردود أفعال متباينة بعد الحكم ببراءة مبارك والعادلى ومساعديه فى محاكمة القرن. لا ألوم من أصيب بصدمة، فهناك خلط عاطفى (وأحيانا متعمد لخدمة أهداف بعينها) بين محاكمة مبارك سياسيا ومحاكمته جنائيا فى وقائع محددة وفى زمن محدد. وكم كان واثقا من نفسه وحازما وحاسما المستشار الجليل والمحترم محمود كامل الرشيدى فى محاكمة تاريخية ويعلم جيدا مردود الحكم سياسيا على الشارع المصرى. سادت حالة هياج إعلامى وسياسى بعد النطق بالحكم، وبدا الأمر كأنه محاكمة لثورة يناير التى أنصفها المستشار الجليل فى خاتمة حكمه وليست محاكمة للرئيس الأسبق ووزير داخليته ومساعديه عن جرائم إعطاء الأوامر بقتل المتظاهرين فى فترة زمنية محددة بين 25 يناير و31 يناير 2011. وفوجئت ببعض الإعلاميين والشخصيات التى لم نسمع لها حسا فى عهد مبارك يجارى الموجة، ويزايد على خلق الله ويشكك فى حكم القضاء. ثم بدأت الآلة الإعلامية الجهنمية التابعة للتنظيم الإخوانى تعمل بأقصى طاقتها لتحريض النشطاء على النزول إلى ميدان التحرير لثورة جديدة وبدأت الصحافة الغربية بالتبجح على حكم القضاء (نفس الصحافة الغربية القذرة التى لم تفتح فمها اعتراضا على تبرئة الشرطى فى واقعة فيرجسون)، وطل علينا مستر كارلوس لاتوف برسومه الساخرة من القضاء المصرى، وزاد الطين بلة نجد فسل قطرى يسمى فيصل بن جاسم بن حمد آل ثانى، فشن حربا تحريضية بذيئة على القضاء ورئيس الدولة ويطالب الإخوان ومن يسميهم (الثوار) النزول حتى لو مات آلاف! حالة تآمرية قذرة وليست مستبعدة من كتيبة التآمر الواضح والجلى على القضاء المصرى والدولة المصرية. المستهدف بعد فشلهم فى إسقاط الداخلية والجيش هو القضاء العمود الثالث فى مؤسسات الدولة. فالنيل منه هو النيل من الشرعية الدستورية النابعة من ثورة يونيو.
مزايدات من هنا وهناك، ولم يكلف أحد نفسه قراءة ودراسة حيثيات الحكم وملخصه فى 280 صفحة، شعرت أن القصة هى الانتقام من شخص مبارك بأى ثمن، فهل قامت الثورة من أجل الانتقام أم التغيير؟ ورجعت بشريط الأحداث لمشاركتى فى ثورة يناير لم يكن هدفى وربما الكثير مثلى هو روح الغل والانتقام بقدر إسقاط نظام الحزب الوطنى سياسيا والتغيير للأفضل وليس إسقاط مؤسسات الدولة، ولكن بكل تأكيد كبشر كنت متأثرا تماما بالمناخ السائد فى الميدان وقتها وكنت كالملايين تحت سيطرة الآلة الإعلامية الجبارة التى كانت تدير المشهد إبان 25 يناير، وسألت نفسى بعض الأسئلة: ألم يكن المصدر الحصرى الوحيد للمعلومات والفيديوهات هو قناة الجزيرة؟! والسؤال الثانى: هل كانت قناة الجزيرة تنقل لنا الحقيقة مجردة وصادقة؟ السؤال الثالث: بعد أن تكشف تماما بما لا يدع مجالا للشك زيف وضلال وتآمر وتخابر وانحطاط قناة الجزيرة فى السنة الأخيرة، ما هو المنطق أنها كانت شريفة وعفيفة وطاهرة وقت ثورة يناير ثم أصبحت كاذبة بعد ذلك؟ السؤال الرابع: ما الذى يجعلنى إذن أصدق كل ما نقلته لنا وقتها تصويرا مثلا أن السيارات الدبلوماسية يقودها إسماعيل الشاعر لتهييج المواطنين؟ وغيره.
السؤال هو أين الحقيقة؟ ومن يريد أن يعرف الحقيقة متجردة لا يهمه مواقفه السابقة المبنية على معلومات مضللة ومشوهة، ولا يخشى من ابتزاز المزايدين، ولا يخشى من صورة سابقة فى وقت الثورة لعلامة النصر بجوار سيارة شرطة محروقة! لقد قرأت ملخص حيثيات الحكم ولفت نظرى جدا عدد القتلى وهو 239 قتيلا، 103 منهم أمام المنشآت العامة والأقسام و95 مجهولى المكان وسبب الوفاة، و36 فقط فى الميادين العامة (وهم الثوار والمتظاهرون). وهذه المعلومات بناء على 160 ألف صفحة من المعلومات والتحقيقات! الذى أعرفه أن الثوار السلميين لم يذهبوا للاعتداء على المنشآت العامة وحرق الأقسام، فهل أوامر الداخلية بقتل المتظاهرين (عمل ممنهج) سيقتل 36 فقط؟ والقتلى ليسوا رموزا ولا شخصيات ميدانية قيادية؟ هل هذا منطقى؟! عادة الحقيقة عدوة للتابوهات والقوالب الفكرية المتحجرة أو المتآمرة، وشكرا للإعلامى المحترم إبراهيم عيسى الذى لايخضع لمزايدات أو ابتزاز على حلقته التاريخية مساء 30 نوفمبر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصىر
الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
colombo
شاهدنا حلقة الإعلامى (الراشد) إبراهيم عيسى ..وأنت أيضا لك الشكر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر
مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى القرفان من الابتزاز و المتاجرة باسم الدم
من ماتوا فى الميدان فقط 36 و لابد من وضع تعريف للشهداء و مصابى الثورة كفاية متاجرة و مزايدة