مازلت أطلب وأرجو من الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يجلس إلى الأحزاب السياسية وممثلى القوى الشبابية، أو يعلن عن عقد مؤتمر موسع يضم كل رؤساء وممثلى الأحزاب والحركات والقوى الوطنية الداعمة لثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو للاستماع إلى كل وجهات النظر فى مسيرة بناء الديمقراطية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وطرح القضايا الخلافية والوصول إلى نقاط اتفاق وتقريب وجهات النظر فى الاختلافات والخلافات فى طبيعة الأداء السياسى بعد 30 يونيو، الرئيس فى إطار المصلحة الوطنية والحفاظ على قوة ومتانة الجبهة الداخلية ضد المخاطر والمؤامرات التى يدبرها أعداء الوطن فى الداخل والخارج، حريص على دعوة كل الفئات الاجتماعية والثقافية والإعلامية والدينية للاستماع إليها والتجاوب مع ما طرحته، بدليل استمراره فى دعوة النقابات المهنية والعمالية والفنية ورجال الصحافة والإعلام وغيرهم.. وآخرها بالأمس مع شباب الاعلاميين. وهذا سلوك رئاسى محترم يؤسس لمرحلة جديدة مختلفة ومغايرة عما سبق فى العلاقة بين مؤسسة الرئاسة فى مصر وقوى المجتمع بكل تنوعاته، ويؤكد على الحس الوطنى بالمسؤولية المشتركة بين الرئيس وممثلى الشعب فى بناء هذا الوطن، فالأوضاع صعبة وشاقة والمسؤولية لن يتحملها الرئيس وحده، وإنما هى مسؤولية مشتركة، والمرحلة الحالية هى مرحلة حاسمة فى تاريخ مصر تستوجب وعيا وإدراكا وطنيا وإحساسا بالمسؤولية من الجميع والابتعاد عن «العنتريات» والمصالح الشخصية. فالكل مسؤول والفشل – لا قدر الله - سيتحمل تبعاته ونتائجه الجميع رئيس ومرؤوس، وهو غير مسموح به ويجب عدم السماح به.
أعرف أن الرئيس السيسى يتجاوب مع المطالب والاقتراحات التى تصب فى مصلحة مصر ومصلحة وحدتها الوطنية وجبهتها الداخلية ضد الإرهاب والتخريب والدمار وتفويت الفرصة على المتربصين بمصر وبترابط وتلاحم شعبها وجيشها وشرطتها ومؤسساتها الوطنية، ولن يمانع أبدا فى الجلوس إلى الأحزاب والقوى الوطنية أو يدعو إلى مؤتمر موسع، وهو أمر يستحق بالتأكيد لتجسير هوة الخلاف والفجوة السياسية التى قد تنشأ، والتى يمكن من بعض الأطراف خاصة الإخوان استغلالها واللعب فيها مثلما حدث بعد حكم مبارك، أرجو من الرئيس أن يدعو للقاء حتى يكون خير خاتمة للقاءاته واجتماعاته مع باقى فئات المجتمع وقواه الوطنية، فالوقت وطبيعة اللحظة السياسية تستدعى لم الشمل و«تمتين» تحالف 25 يناير و30 يونيو وغلق أبواب أو ردم هوات وثغرات قد ينفذ منها مغول العصر.