إبراهيم داود

المنتجون

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 10:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال لى أحدهم: دعك من الأدباء الشباب «بتوعك» وتفرغ للقضايا الشائكة، هو من السياسيين الذين لا يقرأون الأدب، ويتعاملون مع شباب المبدعين على أنهم كائنات لطيفة، هم من وجهة نظره مجرد أدباء وشعراء وغير واقعيين، كهنة الماضى ينظرون إلى «الورد الطالع» أقل مما ينبغى، هم يريدون منهم أن يكونوا مثلهم، ويعتقدون أن مصر أصبحت فقيرة ولم تعد قادرة على إنجاب قامات كبيرة، هؤلاء لا يثقون فى الأصغر سنا، ولم يقتربوا من فيضان الإبداعات الشابة التى تغمر مصر منذ سنوات، ولم يستطعموا الخيال البكر الذى يزدهر بعيدا عن برامج التوك شو، لو أنصتوا إلى نبرات أصواتهم الصادقة ونزقهم المحمود لاكتشفوا أن هذا البلد أكبر من الذين يتحدثون باسمه فى الفضائيات، وأكبر من الذين اعتبروا أنفسهم حراسا عليه.

هؤلاء الشباب لا تعنيهم السلطة التى يتقاتل عليها فقراء الخيال، لا تعنيهم المزايا المادية التى يقدمها فلول النظام الأسبق لإعادة المشهد، والتأكيد على أن البلد فى خطر، هؤلاء الشباب هم المنتجون الحقيقيون فى هذه اللحظة المليئة بالأكاذيب والبالونات، هم يؤرخون بطريقتهم لمصر وهى تعبر فى اتجاه الرحابة، يشكلون معا جدارية عظيمة تعبر عن مصر الفنانة المدنية العطوفة المتسامحة واسعة الأفق، التى أنجزت بفضلهم ثورتها الأهم، فطرتهم النقية قادرة على المباغتة، وبعثت الطمأنينة فى نفوس الخائفين على الأمل، هم عزوة مصر الحقيقية ضد ثقافة القمع، وضد التمويل الأجنبى، وضد المطبعين مع إسرائيل، هؤلاء الشباب إلى جوار أقرانهم فى السينما والمسرح والموسيقى والفن التشكيلى، سيفسدون على المتربصين بروح مصر مخططاتهم، لأن انحيازهم الحقيقى للمستقبل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة