تخيل معى أن هناك حياة على كوكب المريخ مثلا، وأن أحد الكائنات الحية التى تعيش هناك يتابع الآن ما يجرى على الأرض من خلال كوة فى جدار المريخ.. ماذا سيرى على كوكبنا الفاضل؟
ببساطة سيكتشف أن المنطقة العربية مشغولة جدًا بإصدار الفتاوى، بينما مناطق أوروبا وأمريكا وشرقى آسيا منهمكة فى العمل والبحث والابتكار من أجل تيسير الحياة على الناس.
سيلاحظ صاحبنا "المريخى" أيضًا أن المسلمين والعرب غارقون فى وحل التخلف والجهل والأمية والفقر، وأن بقية سكان الكوكب تكد وتكافح وتخترع وتصنع حتى يتسيدوا العالم، ويعلنوا أن الحياة متعة ينبغى أن نستزيد منها ما دمنا لا نضر الآخرين.
طالع معى حجم الفتاوى المنهمرة فى هذه الأيام الأخيرة لتتأكد أننا فى زمن الفتاوى وليس فى عصر العلم والتفكير.. خذ عندك.. شيخ يعلن تجسيد الأنبياء حرام ردًا على الفيلم الإيرانى عن النبى الكريم.. ويرد شيخ آخر.. ليس حراما فقد انتهى عصر المنع! وصاحب لحية طويلة يفتى بأن مرتب الموظف الذى حصل على وظيفته بالتزوير حرام، فيعلق عليه شيخ بلحية أطول.. لا .. ليس حرامًا!
ماذا سيلاحظ أيضًا الكائن "المريخى" عندما يتأمل كوكب الأرض؟ سيجد أن هناك جماعات تقطن منطقتنا العربية تقتل البشر وتذبحهم باسم الدين، وأنها تستخدم أحدث الأسلحة رغم أنها لم تخترع هذه الأسلحة ولم تصنعها، وسيتساءل بقلق: من أين أتت تلك الجماعات بهذه الأسلحة؟ وسيكتشف بسهولة من خلال رصده لحركة البشر على كوكبنا أن القوى الكبرى تستغل سذاجتنا وجهلنا وتمدنا بأسلحة لنقتل بعضنا، وتراكم الأموال فى جيوب قادة جماعات القتل نظير خدماتهم الدموية!
أما أغرب ما سيكتشفه صاحبنا "المريخى" أن مفردتى الخطأ والصواب اختفيتا تماما من حياة البشر الذين يقيمون فى المنطقة العربية الإسلامية، وحل محلهما مفردتا الحرام والحلال.. وكأن مقدور على هذه الأمة أن يتحكم فيها أناس اختزلوا الدين الإسلامى السمح وخنقوه فى زنزانة الحلال والحرام فحسب!
هل سيبكى الكائن "المريخى" على أحوالنا البائسة؟
أجل سيبكى، وسيعلن السر فى أننا صرنا أمة تخاصم العصر وتعشق الحياة فى مستنقع الماضى السحيق!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ما الجدوى اذا كان البكاء فى المريخ والصراخ فى الارض - لازم نتحرك للامام - المستقبل غامض
بدون