رمضان زكى معتوق يكتب: الأخيار المصطفون

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014 02:01 م
رمضان زكى معتوق يكتب: الأخيار المصطفون تجسيد النبى يوسف - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما سئل أبو بكر الصديق رضى الله عنه "كيف عرفت ربك يا أبا بكر؟"، قال عرفت ربى بربى ولولا ربى ما عرفت ربى، يالها من كلمات رائعة فى التعبير عن وجود الله سبحانه وتعالى، فهو صاحب العظمة فى الدلالة عن ذاته العظيمة، فليس العقل وحده هو صاحب الإدراك لوجود الله سبحانه وتعالى بل الخلق والمخلوقات هم سر تأمل العقل للوصول إلى وجود الله عن طريق إبداع الخالق عز وجل، حيث يقول تعالى "قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها وما أنا عليكم بحفيظ " صدق الله العظيم .

وظهرت الدلالة واضحة جلية حينما أرسل الله الرسل إلى الناس لإخبارهم عن ذاته ليعبدوه، فالله عز وجل هو من يختار رسله ويصطفيهم من بين عبادة وهنا أساس الموضوع الذى أود الحديث عنه أى اختيار الله للرسل والأنبياء ليحملوا الرسالة ويؤدوها على أكمل وجه فى وقت لو حملت الجبال العاتية هذه الرسالة لرأيناها خاشعة متصدعة من خشية الله، لذلك لابد أن تكون لهم صفات خاصة ومكانة كبيرة لا توجد لأى أحد من البشر، فهم معصومون من الخطأ ويأتيهم الوحى من المولى عز وجل فكل حركة أو سكنه أو فعل أو رد فعل لهم إلا ويكون فيه تشريع للناس، حتى أن الشيطان الرجيم لا يستطيع أن يجسدهم فى المنام وهنا مكمن الخطورة. فإذا كان الشيطان لا يستطيع ذلك فكيف لنا كبشر نسمح بأن يقوم ممثل بتجسيد دور أى نبى من الأنبياء بطريقة تمثيلية قد تحول وجدان أبنائنا وأطفالنا إلى صورة وهيئة غير الحقيقة، لأننا لا نستطيع رسم صورة بشرية فى الخيال عن الأنبياء دون أن نراهم ولكن قد نتخيلهم بالفضيلة والمثل والخير والضياء، ومشكلتى الأساسية مع من ينادون بحرية الإبداع الفنى فى تقديم هذه الفضائل للناس عن طريق تجسيد الأنبياء كالسم فى العسل فهى مشكلة نزع القدسية عنهم فهم مصابيح الدجى الدامس وينابيع الهدى الهادى للطريق المستقيم فطاعتهم عبادة ومخالفة أوامرهم معصية، وتجسيدهم فى الأعمال الدرامية إساءة إليهم لا شك فلهم صفات خاصة كحدوث المعجزات وتلقى الوحى والصلة بالله وهناك من صفات النبوه التى يستحيل تجسيدها وتمثيلها والأخطر من ذلك هو أننا كيف نشاهد ممثلا يجسد صورة النبى ونراه فى عمل آخر "سارق أو قاتل أو سكران" أو قاتل ليحدث تقلب فى الانطباع والوجدان المرسوم بداخلنا عن الأنبياء والرسل، لذلك أنا لست مع عرض الفيلمين الأمريكى (الخروج إلهه وملوك) والإيرانى (محمد) فى مصر ناهيك عن تزييف الحقائق التاريخية والدينية واختلاف الثقافات بيننا وبين الشعوب المنتجة لهذه الأعمال اللهم بلغت اللهم فاشهد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة