الغضب يجتاح الولايات الأمريكية مجددًا احتجاجًا على عدم محاكمة الشرطة على قتلها "السود".. الأمم المتحدة تطالب واشنطن بتعزيز محاسبة شرطييها على أفعالهم.. ومشرع أمريكى يطالب بحل قوة شرطة فيرجسون

الجمعة، 05 ديسمبر 2014 01:14 م
الغضب يجتاح الولايات الأمريكية مجددًا احتجاجًا على عدم محاكمة الشرطة على قتلها "السود".. الأمم المتحدة تطالب واشنطن بتعزيز محاسبة شرطييها على أفعالهم.. ومشرع أمريكى يطالب بحل قوة شرطة فيرجسون صورة أرشيفية
نيويورك - وكالات الأنباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاب آلاف المتظاهرين الشوارع فى نيويورك ومدن أمريكية كبرى لليلة الثانية على التوالى أمس الخميس، للتنديد بإفلات عناصر شرطة قتلوا مشتبها بهم من السود من المحاسبة، ما أعاد تأجيج التوتر العرقى فى البلاد، وجرت المظاهرات فيما وردت معلومات عن قضية جديدة فى أريزونا حيث قتل شرطى أبيض رجلا أسود أعزل عمره 34 عاما، أثناء توقيفه للاشتباه فى اتجاره بالمخدرات.

وأعلن وزير العدل الأمريكى إريك هولدر عن إجراء تحقيق كامل فى قضية نيويورك وكان قد أطلق من قبل مراجعة للحقوق المدنية فى قضية فيرجسون، ومن المرجح أن يركز التحقيق الداخلى على لجوء الضابط بانتاليو إلى حركة خانقة لتوقيف الرجل الأسود تحظرها لوائح الشرطة أثناء محاولته هو وضباط آخرون اعتقاله بزعم بيع السجائر بشكل غير قانونى فى ستاتن إيلاند فى يوليو.

ولليلة الثانية على التوالى تظاهر سكان نيويورك كبرى المدن الأمريكية للتعبير عن غضبهم بعد قرار لجنة محلفين كبرى عدم توجيه تهمة إلى شرطى أبيض فى مقتل رب عائلة أسود أعزل بعد تثبيته من عنقه أثناء توقيفه، وقام المحتجون بقطع الطرقات والأنفاق والجسور فيما هتف بعضهم "لا أستطيع التنفس"، وهى العبارة التى رددها إريك جارنر (43 عاما) فيما كانت عناصر الشرطة تحاول تثبيته أرضا فى أثناء توقيفه فى 17 يوليو بتهمة بيع السجائر بطريقة غير شرعية، وخلص الطبيب الشرعى إلى أنه قضى قتلا.

وتجمع آلاف الناشطين مساء أمس الخميس فى ساحة فولى فى نيويورك قرب مقرى البلدية والشرطة فى المدينة وهتفوا "أغلقوه" وحملوا لافتات كتب عليها "السود كذلك حياتهم قيمة" و"العنصرية تقتل" و"فيرجسون فى كل مكان"، وأغلقت الشرطة نفق هولاند وهو الطريق الرئيسى المؤدى إلى نيوجرسى، فيما أفاد الإعلام بأن الآلاف تظاهروا فى الجهة الغربية من مانهاتن فقطعوا الطرقات فى وسطها وأوقفوا حركة السير على جسر مانهاتن باتجاه بروكلين، كما سارت مجموعة أخرى على جسر بروكلين حاملة لافتة سوداء تطالب بوقف هذه الأحداث و10 نعوش سوداء تحمل أسماء أشخاص قتلتهم الشرطة فى مختلف المناطق.

ودعا رئيس بلدية نيويورك الديمقراطى بيل دى بلازيو إلى الهدوء، وهو متزوج من امرأة سوداء ولديهما أبناء مختلطى العرق، وقال "يمكن تفهم الاستياء، فخلفنا قرونا من العنصرية، لكن بالعمل معا يمكننا أن نبتعد عن هذا التاريخ".

ولم يسجل أى حادث خطير لكن الشرطة أوقفت عشرات الأشخاص على ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الشرطة، كما جرت مظاهرات فى شيكاجو وبوسطن وفيلادلفيا وبالتيمور وواشنطن العاصمة، حيث عرقل المحتجون السير قرب البيت الأبيض فيما كان الرئيس باراك أوباما يضىء شجرة الميلاد التقليدية.

وبعد أسابيع على مقتل جارنر قتل شاب أسود أعزل فى فيرجسون فى ولاية ميزورى برصاص شرطى أبيض برأته لجنة محلفين كبرى فى 24 نوفمبر، ما أثار أعمال عنف طوال أسابيع فى هذه الضاحية لمدينة سانت لويس، وأطلق دارن ويلسون 12 رصاصة على مايكل براون (18 عاما).

من جهة أخرى نشر وزير العدل إريك هولدر أمس الخميس، خلاصات تحقيق أدانت الشرطة فى قضية أخرى فى كليفلاند فى ولاية أوهايو (شمال)، حيث قتل فتى أسود يبلغ 12 عاما بيد شرطى فى 22 نوفمبر، وأكد هولدر أن شرطة كليفلاند تعتمد "القوة المفرطة" بشكل متكرر، بعد أن زار المدينة فى إطار جولة على أجهزة الشرطة فى أعقاب هذه الأحداث المتتالية.

وقتل تامير رايس (12 عاما) فيما كان يلعب بلعبة على شكل مسدس فى حديقة، ويبدو الشرطى فى تسجيل فيديو وهو يطلق النار عليه بعد ثوانٍ من خروجه من السيارة.

ووردت معلومات عن حادثة جديدة أمس الخميس فى أريزونا، حيث قتل شرطى أبيض برصاصتين الرجل الأسود روماين بريسبون (36 عاما) المشتبه فى قيامه بالاتجار بالمخدرات، وحاول الإفلات من التوقيف بحسب رواية الشرطة التى اعترضت عليها محامية عائلته.

من جهتها دعت الديمقراطية هيلارى كلينتون التى يرجح أن تترشح فى الانتخابات الرئاسية عام 2016 إلى إصلاح نظام العقوبات ووسائل الشرطة، منددة بأن يكون "أكثر ترجيحا أن يتعرض السود إلى التوقيف والتفتيش من طرف الشرطة والاتهام والإدانة مع أحكام أطول" من البيض.

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الولايات المتحدة إلى ضمان محاسبة شرطتها على أفعالها، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "هذه القضية تطرح مجددا قضية مسئولية عناصر قوات الأمن"، مؤكداً أن الأمين العام للأمم المتحدة "يدعو بإلحاح السلطات المختصة فى الولايات المتحدة إلى بذل قصارى جهودها من أجل الاستجابة للنداءات" التى تطالب بـ"محاسبة عناصر الشرطة على أفعالهم أكثر فأكثر"، كما دعا المتظاهرين إلى التعبير عن آرائهم بسلمية، والسلطات إلى احترام حرية التعبير، وقال دوجاريك إن الأمين العام تلقى بسرور نبأ قرار وزير العدل الأمريكى فتح تحقيق فدرالى فى قضية الرجل الأسود الذى قتل فى نيويورك.

من جهة أخرى قال عضو بالكونجرس الأمريكى من مدينة فيرجسون، إنه يأمل أن تحل وزارة العدل قوة الشرطة فى المدينة فى أعقاب مقتل الشاب الأسود مايكل براون بالرصاص مؤخرا وأن تنقل مهام إنفاذ القانون إلى شرطة مقاطعة سانت لويس، وقال لاسى كلاسى وهو عضو ديمقراطى فى مجلس النواب إنه يعتقد أن إطلاق النار على براون على يد ضابط الشرطة دارين ويلسون هو مثال واحد فقط على التعامل "القمعى" للسود على يد الشرطة التى أغلب أفرادها من البيض.

وقال كلاسى فى مقابلة "آمل مع اجراء التحقيق أن يتم حل إدارة شرطة فيرجسون وإحالة مهامها ومسئولياتها إلى شرطة سانت لويس"، مضيفاً "تعمل شرطة سانت لويس لتصبح قوة شرطة أكثر تنوعا، أعتقد أن لديهم احترافية أكثر قليلا كما أن لديهم التدريب اللازم للتعامل مع المجتمعات ذات العرقيات المتنوعة".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة