تصريحات الرئيس السيسى خلال جولته الأوروبية الأخيرة تضمنت عدة رسائل كان للشأن العراقى نصيب كبير منها، تحديدا فى المؤتمر الصحفى مع رئيس وزراء فرنسا فرانسوا أولاند .
التصريحات تجاوزت السياق العام لتحمل إلى العالم والعراق نقاطًا هامة فى إطار الحرب التى يخوضها ضد تنظيم داعش.. تأكيد السيسى على الدعم المصرى للحكومة و القوات العراقية فى حربها يحمل دعوة مباشرة إلى الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادى لمزيد من التقارب العربى، بعد أن تسببت سياسات سلفه الخرقاء فى خلق توترات مع عدد من الدول العربية - وبعضها تربطه مع العراق حدود مشتركة - وتوارى دور التنسيق العربى- العراقى على حساب قوة تأثير التدخل الإيرانى فى القرار السياسى العراقى.
فى عدة لقاءات مع قنوات فضائية، أشرت إلى حجم التحديات أمام حكومة العبادى.. لعل أهمها العمل سريعا على إزالة آثار تفتيت وحدة النسيج الشعبى العراقى، وتهميش مصالح وحقوق فئة من مكوناته، وإقصائهم الممنهج.
هذا الخطأ الكارثى الذى ارتكبه رئيس الوزراء السابق نورى المالكى هو أحد أسباب الصورة السلبية التى تكونت لدى البعض عن الروح الوطنية للجيش العراقى، الذى سرعان ما تخطى كل محاولات التفتيت التى تعرض لها منذ عصر صدام حسين وانتهاء بالمالكى، واستعاد سيطرته على أرض المعركة الدائرة بينه وبين تنظيم داعش.. لابد من الإشارة إلى أن دعم القوات الكردية "البشمركة" وإزالة مسببات التوتر السياسى الذى حدث بين الحكومة السابقة والكتلة الكردية.. ومنح العشائر العراقية أجواء الثقة التى فُقِدت نتيجة الإقصاء فى عهد المالكى مما يُمهِد لعودتها كشريك فى القرار والأمن العراقى.. كلها عوامل تدعم المواجهة العراقية ضد الإرهاب.
حكومة العبادى أمامها أيضا تحدى استعادة القرار السياسى والأمنى إلى سيطرتها- لعل أبرز الأمثلة التى انتظرنا سماع نفى حاسم لها من الحكومة، ما نشرته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية يوم 29 اكتوبر، وتناقلته عنها عدة وكالات أنباء عن قيادة قاسم سليمانى - قائد فرقة القدس وهى تابعة لحرس الثورة الإسلامية- للحرب ضد داعش على أرض العراق!! هذا إذا افترضنا أن الفيديوهات و الصور التى نشرت لسليمانى وسط قواته داخل العراق ليست دقيقة.
الإشارة الأخرى فى تصريحات السيسى التى تنتظر من العبادى الاستجابة بحزم بعيدا عن التردد و"الأيادى المرتعشة".. توجه العراق نحو التحالفات العربية التى بدأت تتشكل نتيجة التهديدات التى استشعرتها المنطقة لضرورة مواجهة خطر تمدد الجماعات الإرهابية التى كان أحد أسباب نموها الغزو الأمريكى على العراق عام 2003 .
ضمن حكومة العبادى شخصيات سياسية قادرة على العمل بجدية فى أكثر الملفات التى تواجهه تعقيدا.. ملف المصالحة، على سبيل المثال نائب رئيس الجمهورية آياد علاوى بما يملكه من آليات تواصل مع جميع الأطياف والفصائل العراقية، بالإضافة إلى أن التوجه السياسى المدنى لعلاوى- لو تحقق له الدعم من الحكومة- كفيل بالعمل على تحقيق الفصل بين سيطرة تأثير المرجعيات الدينية على القرار السياسى، لعودة العراق إلى تاريخه العريق كدولة مدنية عربية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يالينا العراق زمان كانت رافدين اما الان الله اعلم العدد فى اللمون وكله بيضرب فى كله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اقترح ارسال وفد لداعش مؤلف من احمد موسى وتوفيق عكاشه يمكن ربنا يهديه ويبطل دبح
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اعتقد احنا ابطال فى الماراثون خاصة لو جريت الشرطه ورانا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يا ترى يا لينا مجلس النواب القادم امن قومى ولا سيرك قومى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الرحمه على المساجين - لا تعطوا مرسى بصل وفجل ومحشى - كلها مولدات للغازات
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
كتكوت
خير الكلام