هانى عثمان

لا تتكبروا على أهل مصر

السبت، 06 ديسمبر 2014 10:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انظر جيدا ودقق النظرة فى حقيقة المشهد، خاصة على صعيده السياسى فى مصر، أى أن الشارع لن يكون خارج إطار النظرة، التى ستلقيها لكى تتكشف أمامك حقائق كثيرة، يظن البعض أن هناك من لا يدركها، كما لم يدرك ذاته.

بلادنا تهدأ، مع مرور الوقت، وبدأت رايات النصر على قوى الظلام والإرهاب، تعلو فى شارعنا، الذى لم يخل حتى الآن من تظاهرة أو أخرى "فئوية" يشارك فيها أعداد لا يمكن أن تعبر فى أى حال عن غالبية الشعب، الأغلبية تعد أساس القرار فى الديمقراطية، فإن كنا نريد مصر دولة مدنية، نتمتع فيها بالحرية والعدالة، وجهى النظام الديمقراطى، فعلينا أن نعمل لذلك.

بعيدا عن مصطلحات علم السياسية، التى مللنا سماعها على مدار سنوات ماضية، استمر فيها النقاش مع ترك العمل على أرض الواقع، تحدثنا عن أحلام وآمال نسعى للمسها واقعا نحيا وتحيا فيه مصر، لذا آن الأوان لكى نُطبق ما درسناه لأنفسنا فيما سبق، وتحديدا منذ 25 يناير 2011، أى منذ بداية الدرس، الذى نسطره كشعب صانع حضارة فى تاريخ الإنسانية.

المواجهة.. المواجهة ياسادة هى ما نفتقده أو ما نخشى وقوعه بيننا منذ مطلع 2011، هذا إن كنا نتحدث على الصعيد السياسى دون النظر إلى الشارع، وما يدور به، علما بأن الشارع يبعث للجميع إشارات هامة تعنى أنه مل "الكلام" وأراد الفعل لأن قطاره لن يقف أمام أحلام وآمال جيل أو أجيال.. الشارع يا سادة يا سياسيين يتعايش مع واقعه ويعلمه تماما.

بداية الفعل كانت مع رجل تحدى الجميع وأعلنها صريحة، متحملا المسئولية أمام تاريخ لن يرحم أو يعفى أحدا من أخطائه، الشعب هو الباقى وإن تغيرت الأجيال من شبابه.. بلادنا هى الشابة دائما، لا تعرف الانحناء أمام من يتكبر أو يتجبر على أهلها.. فلا تتكبروا على أهل مصر.

رضى الشعب أو تحديدا غالبيته إلا قليل القليل من المواطنين، على ما وصل إليه فى عملية التحول الديمقراطى الحقيقى، اتفق مع القيادة السياسية الحالية، أنه يخوض حربا أمام عدو متلون كالحرباء، وإلا ما صمت الشعب على شىء رآه يبعده عما حلم به وأمله يوما، وقف داعما باستجاباته العديدة، بل والسريعة لنداء قيادته الحالية، ودليلى ما ذكرته من قبل، وبلغة الشارع المصرى لمن يتناساه فإن السكوت علامة هذا الرضا.

السؤال هنا، لما لا يهدأ المشهد السياسى ويعلو صوت العقل والتوافق بين قواه الوطنية جميعها، بعد أن علم كل مصرى حقيقة الأمور واختار أن يعيش فى دولة القانون وسيادته، إذن لنعمل لصالح مصر، التى بدأت تتعافى من كثيرمما كانت تعانيه سابقا، لهذا انظروا إلى الشارع وأسمعوه وأفهموه، ثم اطرحوا أنفسكم كما ترونها وتصدقونها.

ليس منا من هو أحسن من أخيه، إلا بوطنيته وعقله وعمله، كلنا لنا أخطاء فمن كان بلا خطيئة فإنه لم يكن يعيش بيننا فى سنوات ماضية، اعترف الجميع فى الشارع، بما له وما عليه تجاه الوطن، وعلم كل منا ما كان عليه فعله، وتوافق المواطنون فيما بينهم، لافظين المتطرفين والداعمين للإرهاب بسلمية وبهدوء تارة وبعنف تارة، لأن شعب مصر ليس منفصلا عن قوات أمنه وأمانه.

توافق الشارع وصراحته يجب أن تعمل بهما القوى السياسية خلال اجتماعاتها العديدة، سواء المعلنة منها أو غير المعروف بها إعلاميا، ليعلى الجميع مصلحة الوطن وليس مصالحه الشخصية أو الحزبية أو أى مبرر يراه أى فصيل سياسى لما يفعله، مصر فقط الأهم والمهم الذى من أجله يعمل كل وطنى، الجميع أخطأ بصورة أو بأخرى وإن لم نتحل بروح التسامح المنشودة فى الرقى والتحضر، لن نعمل يدا واحدة.

بلادنا نادت أبناءها ليغيثوها فى "يناير" من الفساد والظلم، وفى "يونيو" من الإرهاب والفاشية، لذا يجب الاستجابة لنداءاتها أو التنحى جانبا من المشهد الذى اتفق فيه الشارع ويقول كلمته كل يوم بتحمله وتطلعه للأفضل مع قياداته السياسية، التى نجحت فى قطع طريق ليس قصير من استعادة مصر صاحبة الأمن والأمان، رغم حماقات بعض المتآمرين فى الخارج ومن تعاون معهم.

الأمن والأمان بالنسبة لرجل الشارع، يراهما مع قيادته الحالية، وبدأ يعمل لاطمئنانه بأن فى مصر من يحميها وأنه قادر وقاهر لكل أعدائه فى الخارج، لأن الداخل يطهر نفسه من الخلايا النائمة تلقائيا، المواطن المصرى يعلم حقيقة الأمور لأنه اتفق ووافق على التعايش فى رقى وتحضر.. الشارع فيما سبق لم يكن جبانا أو منافقا لأحد، بل قال كلمته صريحة ولا يريد سماع المزيد من "الكلام".. يريد العمل فاتركوه ليعمل أو تنحوا عن طريق هذا العمل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة