محمود سعد الدين

منعم وسعد.. حبيبى أتاااح

السبت، 06 ديسمبر 2014 06:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحبيبى أتاااح.. أعتقد أنها أفضل كلمة حب ممكن يسمعها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حياته من مواطن مصرى، مثلها كالكلمات الأولى لطفلك الصغير وهو يتعلم الحديث فيقول «ممم أو باب أو تتت»، تحفظ مكانها فى القلوب إلى الأبد بطابع خاص..قالها الشاب المعاق «منعم» للرئيس السيسى فى قناة القاهرة والناس، فاستقبلها الرئيس بكل ود، ولبى دعوته بحضور افتتاح أولمبياد المعاقين فى مصر.

شكرا للرئيس على تجاوبه، ويبقى لنا استكمال الحديث عن كل «منعم» فى حياتنا، عن كل معاق من أهالينا أو جيراننا، كيف نعاملهم، كيف نعلمهم، كيف نطور مهاراتهم، خاصة أنهم يمتلكون أدوات للحب، غير المواطنين العاديين، لديهم دائما ابتسامة مختلفة ونبرة صوت هادئة وتعبيرات لا إرادية تصيبك دائما بالبهجة والأمل.

فى قريتى الصغيرة بريف كفر الشيخ يوجد نموذج لـ«منعم»، مع فارق فى الحالة الذهنية والنمو الفكرى، يوجد «سعد» أو «وش السعد» أو «العمدة سعد»، باختلاف الأسماء، هو صاحب القلب الطيب والوجه الأبيض، المبتسم دائما، المنزعج قليلا بعد الاستيقاظ من النوم، الغاضب إن لم يضمه والده «العمدة جمال» فى أحضانه.

سعد جمال، يحب مصر على طريقته الخاصة مثل منعم تماما، تسأله بتكره مين يا سعد، يرد: «تتر»، قاصدا دولة قطر، وقت حكم الإخوان، تسأله مين رئيس مجلس الشعب يا سعد، يرد: «التتاتنى»، قاصدا سعد الكتاتنى، تسأله مش عايز حاجة يا سعد، يقول: «تليفون بتاميرا وتشاف» ويشغل تسلم الأيادى، تسأله مش هتتجوز يا سعد، يرد: «عيب قلة أدب»، طيب لو اتجوزت يا سعد هتعمل فرح ولا كتب كتاب، يرد قائلا: «هاعمل فرح واعلق نور وزينة من توشتى لحد تفر الشيخ»، قاصدا توشكى باعتبارها المكان الأبعد الذى يعرفه.

الواقع يؤكد أن «سعد» معاق، ولكن الحقيقة أنه أفضل من أى مواطن سليم، سعد دائم الزيارات لأهله وأقاربه، لأصدقاء والده، دائم الزيارات لأرضه، لجيرانه، وهو ما جعل الجميع مرتبطا به ويعتبره دائما «بركة ووش الخير والسعد».

سعد يحمل متناقضات لا أستطيع تحليلها حتى الآن، سعد يجمع كل صور «المتوفين» من عائلة سعد الدين بقريتنا ميت الديبة بكفر الشيخ، ويضعها تحت رأسه وقت النوم، بل ويجمع كل الصور القديمة لأبناء العائلة والقرية، لدرجة أننا جميعا نقول فى أكثر من مرة «شكلك يا سعد  بتشتغلنا وهتطلع سليم».

إلى كل «منعم» وكل «سعد» يشاركنا الحياة: «نحن نفخر بكم، ونسعد بسعادتكم، ونبكى لغضبكم، نأسف عن تقصيرنا فى حقوقكم». 








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالبر علواني

أنت بهجة الصحافة ياحودة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة