"الأهلى" يتفوق على الأحزاب فى إشباع رغبة المصريين بالانتصار وتحقيق الفرحة.. أستاذ علوم سياسية: الشعب اعتبر الفوز هروبًا من مشاحنات السياسة.. وخبيرة علم نفس: "الكرة" مُسكن لأوجاع الشعب

الأحد، 07 ديسمبر 2014 11:03 م
"الأهلى" يتفوق على الأحزاب فى إشباع رغبة المصريين بالانتصار وتحقيق الفرحة.. أستاذ علوم سياسية: الشعب اعتبر الفوز هروبًا من مشاحنات السياسة.. وخبيرة علم نفس: "الكرة" مُسكن لأوجاع الشعب فريق الأهلى
كتب مصطفى عبد التواب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدقيقية 95 من المباراة التى جمعت النادى الأهلى المصرى ونادى سيوى سبورت العاجى، لم تكن كباقى دقائق المباراة بل كباقى دقائق اليوم بأكمله، فعندما صوب اللاعب عماد متعب رأسيته محققا هدف الفوز ببطولة كأس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، تفجرت نسمات الفرحة على وجوه الشعب المصرى.

الشعب الذى ينتظر الفرحة أمام الشاشات على أعصابه ليأتى الهدف قبل نهاية المباراة بثوانٍ، من المؤكد أنه متعطش للفرحة وتحقيق الإنجاز، بعد أربع سنوات من الانخراط فى موجات السياسية الواحدة تلو الأخرى، دون بناء كيان يمثل سببًا فى فرحة المصريين.

أربع سنوات من الحشد السياسى للشعب المصرى ليعود خلالها خالى اليدين من فرحة تُشفى أوجاعه التى طالت منذ سنوات، ليعود النادى الأهلى من جديد هو القادر على جمع هذه الأعداد فى مكان واحد على هدف واحد للهتاف باسم الكيان، وهو الأمر الذى عجزت الأحزاب السياسية عن كسبه على مدار هذه الأعوام، ووفقا لخبراء السياسة أنفسهم الذين أكدوا أن الشعب يبحث عن الإنجاز ولا يحتشد إلا لأجله.

حيث يرى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الشعور الذى ظهر عقب فوز النادى الأهلى بالبطولة الأفريقية هو تعبير حقيقى عن رغبة الشعب المصرى فى تحقيق إنجاز وطنى كبير أيا كانت صورته بشرط أن لا يكون عبارة عن وعود بنجاحات مستقبلية.

ويضيف فهمى لـ"اليوم السابع" أن الشعب المصرى يشعر بحالة من غياب الإنجازات والنجاحات الكبيرة، واصفًا ما حدث عقب المباراة بمجرد منفذ سعادة للخروج من حالة الكبت والإحباط التى خلفتها المشاحنات السياسية على مدار الأعوام الماضية دون إنجاز ملموس.

مشيرا إلى أن القيادات السياسية أحيانًا تستخدم هذا النوع من الوعود سريعة التنفيذ، لتجميع المواطنين على لحظة كهذه خلف أهداف بعينها، مشددًا على أن الشعب المصرى لم يعُد يثق بأن اللاعبين فى المشهد السياسى المصرى سيحققون له إنجازًا سريعًا يرضى رغبتهم فى الفرحة والانتصار تحت مظلة هؤلاء الأشخاص وهذه الكيانات.

الدكتورة فؤادة هداية، أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة عين شمس، تقول: "إن المصريين متعطشون للفرحة والإنجاز، مشيرا إلى أن مصر مرت بسنوات ثورة، وأن الثورات ليست كلها إنجازات فقط وإنما يحيطها عوامل أخرى كمظاهر غياب الأمان والاستقرار".

وتضيف هداية لـ"اليوم السابع"، أن الأحزاب ليست مسئولة عن هذا التعطش للإنجاز، مشيرا إلى أن الأحزاب موجودة لفائدة المجتمع وإدارة الاختلاف الموجود بداخله لصالح القدرة على التعايش بين أبناء الشعب الواحد، مشددًا على أن الرسائل الإعلامية السلبية حول تجربة الثورة، وتشتيت أفكار المجتمع حول ما عاشه من أحداث بتضارب الرسائل ما بين وصفها بثورة تارة وبمؤامرة تارة أخرى.

وتابعت هداية: "تصوير الأمر كأننا فى حالة حرب بين أطراف المشهد السياسى، إلى جانب ما يشهده الوطن من إرهاب يجعل المواطن يشعر دائما بأنه مهدد ويعيش فى حالة من القلق،وإن كان المواطن قد هرب من هذه الحالة فى الفرحة بانتصار فى مباراة كرة قدم، فإن الأمر لن يكون إلا مسكنا مؤقت المفعول".

واختتمت هداية قائلة "مطالب الشعب بسيطة وشعوره بالفرحة الكبرى سيكون بتحقيق مطالبه فى العدل ولقمة العيش" مشددة على ضرورة مساعدة الدولة للأحزاب فى احتواء ودعم الأحزاب المصرية لتقوية أساسات المجتمع وتدعيم ثقافة الحوار إلى جانب الاختلاف حتى يصبح المجتمع مجتمعًا حيويًا قادرًا على إسعاد مواطنيه فى كافة مناحى الحياة.



موضوعات متعلقة..


أحزاب سياسية تُطالب بسرعة صدور قانون "تقسيم الدوائر".. وتؤكد: يجب مراعاة التمثيل العادل والكثافة السكانية.. "المؤتمر": يُعجل من إجراء الانتخابات.. "التجمع": يفتح الباب لأصحاب الملايين و"العصبيات"










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة