اترك النادى الأهلى يفرح بكأس الكونفدرالية، وفكر معى فيما وراء المباراة، فستجد 3 حقائق أساسية ليس لها أى علاقة ببعض، وراء كل حقيقة منها رسالة مهمة عن أطراف المعادلة الرياضية فى مصر، اللاعب والجمهور، والدولة.
الحقيقة الأولى: «الشعب المصرى اتحرق دمه» حتى آخر دقيقة فى المباراة، لأن لاعبى النادى الأهلى وقعوا فى أخطاء فنية، تكررت بشكل دورى من بداية المباراة مع ضعف واضح فى الدفاع واستهتار فى الاستفادة من الفرص وعدم التصويب من خارج الـ18، والتمسك بتمرير الكرة فى مسافات قريبة، وكأنهم مصرون على الدخول بالكرة حتى شباك الفريق المنافس.
والرسالة الأساسية هنا، أن لاعبى النادى الأهلى لم يكونوا على قدر كافٍ من المهارة والحرفية لدرجة تمكنهم من حسم المباراة مبكرا، خاصة أنها تقام على استاد القاهرة، ويحضرها رئيس الوزراء ويتابعها الملايين فى الوطن العربى.
الحقيقة الثانية : عبارة «الكرة للجماهير» التى رفعها الألتراس فى المدرجات بكل لغات العالم، تعكس كيف يفكر شباب فى العشرينيات من عمرهم، وكيف تطور إدراكهم للتطورات الأمنية والتحديات التى تواجه البلاد، وكيف أداروا حوارا فيما بينهم فاتخذوا قرارا بالابتعاد عن أى أعمال شغب وعنف ورفع راية التصالح والحوار مع الدولة واستغلال مباراة الأهلى لتكون التوقيت المناسب والسليم أمام جميع وسائل الإعلام.
الرسالة هنا، أن الألتراس هو التنظيم الوحيد فى مصر بعد ثورة يناير الذى حذف الخلافات من قاموس تعاملاته، وانطلق نحو المصالحة، نحو فتح صفحة جديدة مع الدولة، وهو أمر لابد أن تستقبله الدولة كما هو سريعا، بمزيد من الترحيب، لابد أن تعلن وزارة الشباب قبول الحوار مع الألتراس، وتنظم جلسات عمل وندوات مشتركة.
الحقيقة الثالثة: تصريح غير مسؤول من رئيس وزراء مسؤول.. بعد المباراة مباشرة، صرح رئيس الوزراء إبراهيم محلب بأن فوز الأهلى رسالة من الله لنكون جميعا فى حالة أمل.
قد يمر التصريح من أى مسؤول بدافع الفرحة بعد المباراة، ولكن عند رئيس الوزراء يجب التوقف، والتعامل «بخلف خلاف»، هل يا سيادة رئيس الوزراء، لو هُزم الأهلى، فستكون الهزيمة غضبًا من الله، أو رسالة أيضا بأن الدولة تسير على الطريق الخطأ، أو أنها لعنة من السماء بعد براءة مبارك فى قضية قتل المتظاهرين؟!
الأصل أن الأمر لا يتعدى كونه مباراة فى إطار بطولة رياضية لكرة القدم، المكسب والخسارة فيها مبنى على الاجتهادات الجماعية للفريق، ولا يعكس بأى حال من الأحوال غضب الله أو رضاه.
لماذا نُصرّ جميعا على إقحام الدين فى أمور لا يقاس بها قرب الإنسان أو بعده من ربه؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة