بكل روح رياضية ومن انتماء وطنى صميم أهنئ النادى الأهلى بفوزه بكأس الاتحاد الأفريقى أو الكونفيدرالية، وهى البطولة التى استعصت على أى فريق مصرى منذ إنشائها، سواء كان الزمالك أو الإسماعيلى أو إنبى أو حتى الأهلى نفسه أيام جوزيه، وبرغم أننى أحد المشجعين القدامى للزمالك ومتعصب له رغم مصائبه وكوارثه، فإننى وجدت نفسى متلبسا مساء يوم السبت بالتشجيع الجنونى للأهلى أمام فريق سيوى سبورت الإيفوارى، وانتابنى الخوف والقلق مع كل هجمة للفريق المنافس، ثم كانت الفرحة الطاغية مع هدف عماد متعب فى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع.
الفرحة بفوز الأهلى بالتأكيد لها أسباب ليست رياضية فقط. وتخيلوا لا قدر الله وانهزم الأهلى فى ظل وجود حوالى 50 ألفا من المشجعين فى استاد القاهرة وفى ظروف أمنية غاية فى الحساسية والعلاقة ليست على ما يرام بين أولتراس الأهلى والأمن حتى الآن، وهناك الملايين حول شاشات التليفزيون، وهناك المتربصون والمترقبون لأى مصيبة تحدث فى مصر لاستغلالها سياسيا واعتبارها أحد نتائج «الانقلاب»، وأنها بلاء من السماء على مصر وعقاب على ما حدث ضد رئيسهم المعزول.
تخيلوا أيضا ماذا يحدث لو اصطدم الآلاف من المشجعين بقوات الأمن فى الملعب، هل كنا على موعد مع كارثة ومجزرة أخرى.
يقينى أنها العناية الإلهية – على رأى معلقنا الجميل محمود بكر - قد نزلت على استاد القاهرة مع استغاثة الآلاف ورفع الأكف بالدعاء بالفوز حتى اللحظة الأخيرة بدعاء « يااارب»، فالفوز الصعب جنبنا وجنب مصر كثيرا من المصاعب نحن فى غنى عنا فى هذه اللحظة، وفوت الفرصة على الحاقدين لاستغلال الهزيمة فى شحن الشارع واستغلال غضب الأولتراس الأهلاوى ضد الدولة، لكن الله سلم فعلا.
الأهلى كعادته تحمل فى هذه المباراة ما لا يتحمله فريق آخر، ليس فقط ظروفه الرياضية وإصابة العديد من لاعبيه وعدم جاهزية البعض الآخر، وإنما تحمل مسؤولية «إسعاد المصريين» وإدخال البهجة لنفوسهم، وفرحتهم ولو لساعات أو أيام بعيدا عن كآبة الإخوان. وكان الأهلى على قدر المسؤولية وفاز رغم الصعوبات. والأهم هو الالتزام الذى بدا عليه جمهوره وهو بشارة لعودة الجماهير تدريجيا للملاعب مرة أخرى وعودة المياه إلى مجاريها من جديد. وهو ما يستحق أن نقول شكرا للأهلى من زملكاوى صميم وشكرا لجمهور الأهلى.