"الحزن ليه علاج.. والخوف ده ليه علاج.. لكن على فين نروح من قلة المزاج.. عايزين نعمل مؤامرة.. نوقف الساعات ونكمل المغامرة".. هذه هى كلمات قصيدة الشاعر مؤمن المحمدى التى غنتها الفنانة فيروز كراوية بعنوان "قلة المزاج" وهى تعبر عن حال كثيرين منَّا، ويكون لكل منَّا أيضًا طرقه المتعددة للخروج من "قلة المزاج"، والتى من بينها القراءة، فهى باب ما أن تطأه بقدميك حتى ينفتح أمامك عوالم شتى لا نهاية لها.
تعيش فيروز كرواية مع كتاب "woman and popular music"، والذى يتناول العديد من حكايات المرأة مع الموسيقى الجماهيرية، لمؤلفته Sheila Whiteley وهى أستاذة الموسيقى الجماهيرة فى جامعة Solent ، وعن هذا الكتاب تقول فيروز: عادة ما أحب أن أقرأ مثل هذه النوعية من الكتب التى لها علاقة بالموسيقى من وجهة نظر المتخصصين، وفى هذا الكتاب فهى ترصد رحلة المرأة فى عالم الموسيقى، وتتحدث عن نجوم كبار ظهروا فى سبعينيات القرن الماضى، وهى بداية ظهور موجة الروك فى أمريكا، وحتى التسعينيات، وكيف واجهن التحديات الكبيرة وصعوبة أن تكون امرأة فى عالم الموسيقى، وكيف يضع المجتمع انتقادات ومعوقات، وكيف ينظر الوسط الموسيقى للمرأة.
ومن الشخصيات التى تتناولها المؤلفة هى جانس جوبلن Janice Joplin، فتشير الكاتبة إلى أنه فى ذلك الوقت كانت المرأة تشارك فى فرق الروك فى أدوار ثانوية يمكن اختصارها بأنها "بونبوناية" كل ما عليها أن "تدلع" فى حين أن الرجال فى وقتها كان متاحًا لهم التعبير كيفما شاؤوا، وعلى العكس كان تغنى المرأة فى مساحات محدودة جدًا، وإلا أنها أرادت كسر هذا النمط، وأن من حقها التعبير عن نفسها، وفى هذا الكتاب ترصد المؤلفة الهجوم الذى تعرضت له جانس جوبلن من الصحافة والموسيقيين، وغيرهم، كل هذا لأنها كسرت النمط، إلا أنها فى النهاية أصبحت أيقونة فى الغناء، وأصبحت منهجًا يدرس فى الغناء، وألهمت الكثير من النساء فى الغناء.
وعن الشخصيات التى تفضلها، تقول فيروز كراوية، فى الحقيقة أنا معجبة بالشخصيات المذكورة فى الكتاب، ولكننى أفضل المغنية باتى سميث، وتريسى شابمان، فالأولى برأيى أنها كانت فيلسوفة، فكانت تكتب أغنياتها، ولديها رؤية واسعة جدًا للعالم، كم أحب موسيقاها، أما تريسى شابمان فهى أفريقية الأصل وصوتها رائع جدًا، وعميق وعريض، وللأسف فنحن لدينا مشكلة مع صوت المغنيات العريض، وهو ما فعلته أنا فى "قلة المزاج" فقد تعمدت الغناء من هذه المنطقة، وقد رأى البعض أننى بهذه الطريقة لا أغنى، وأن هذه الطريقة سهلة الأداء، فى حين أن الغناء من هذه الطبقة يحتاج قدرة عالية من التحكم لدى الفنان، فكوكب الشرق قدمت العديد من الأغنيات العظيمة من هذه الطبقة، وللأسف فنحن لا نقدر هذه الجماليات التى تدل على تنوع الغناء، ونكرس لما تعودنا عليه فقط، ولا نبحث عما هو جديد بحثًا عن مواطن الجمال الجديدة، ولهذا فأنا أتمنى من المهتمين بالموسيقى بالبحث عما هو مختلف عن الذوق السائد.
فيروز كراوية، فنانة مصرية ولدت فى مدينة بورسعيد الساحلية، وبدأت علاقتها الأولى مع الموسيقى والغناء فى مدرسة "الراعى الصالح" الابتدائية عندما اكتشفت إحدى الراهبات جمال صوتها وقامت بضمها الى كورال المدرسة، وحصلت على دبلوم الدراسات الحرة من معهد الموسيقى العربية فى مصر فى الغناء الشرقى وقراءة النوتة والعزف على آلة العود.
التحقت فيروز بكلية الطب فى جامعة القاهرة وقدمت خلال فترة الدراسة أغنية "قبل الأوان" فى فيلم أسرار البنات للمخرج مجدى أحمد على، كما بدأت مشوارها فى مجال المسرح حيث شاركت فى عدد من العروض المسرحية مع عدد من الفرق المسرحية المستقلة، حيث كانت تقوم بالتمثيل والغناء. وفى نفس الفترة، عملت فيروز كمخرجة منفذة ومعدة موسيقية لعرض "الملك لير" فى الورشة التدريبية بمركز الإبداع الفنى بدار الأوبرا "الاستوديو".
وكتبت فيروز سيناريو وحوار فيلم "صباح الفل" من إنتاج المركز القومى للسينما، وقامت ببطولته الفنانة هند صبرى، وحصد جائزة الصقر الذهبى للأفلام الروائية القصيرة فى مهرجان الفيلم العربى بروتردام بهولندا فى عام 2006 "لتقنياته السردية المتميزة"، كما جاء فى حيثيات لجنة التحكيم.
وفى عام 2006، بدأت فيروز مشروعا غنائيا وكونت فرقتها الخاصة التى تسعى معها لتقديم غناء مصرى معاصر يعتمد بالأساس على التعبير والاقتراب من أنواع موسيقية متنوعة والسعى المستمر لاستكشاف المزج وتوليد التفاعل بينها.
ويطمح المشروع من بدايته للإضاءة على جيل جديد من كتّاب الكلمة الغنائية فى مصر، تحمل كلماتهم روح حديثة بسيطة الألفاظ ولكنها غنية فى العمق والمضمون، وتتناول موضوعات تمس المشاعر والعلاقات الإنسانية بشكل حميم وتفجر فى المستمع أحاسيس وأفكار جديدة عما يعيشه، وتستلهم روحا جريئة فى استخدام المفردات اليومية وملامسة مناطق شعورية عامة وخاصة لا تتطرق إليها الأغنية بشكلها التقليدى.
كما استهدف مشروع فيروز بوعى وقصدية كسر الثنائية التقليدية التى تحكم فن الغناء فى مصر بين ما هو غناء "تجاري" وما هو غناء "راقى" لفئات معينة من الجمهور، عن طريق المنافسة على المستوى الإدارى والإنتاجى لتقديم أغانى لكل الناس.
قدمت فيروز العديد من الحفلات على مدار ست سنوات فى كافة المسارح المستقلة فى مصر مثل ساقية الصاوى، مسرح الجنينة، ساحة روابط، مسرح الجيزويت، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأيضا بالمسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، ومكتبة الإسكندرية، ومسرح الهناجر. وكانت فيروز من ثلاث فرق وصلت إلى التصفية النهائية لمسابقة مونت كارلو الدولية عام 2007، حيث قدمت الحفل الختامى للمسابقة بالعاصمة الأردنية عمان.
تعاونت فيروز على مدار ست سنوات مع مجموعة من أبرز شعراء الأغنية الجديدة فى مصر، مؤمن المحمدى، كوثر مصطفى، عمر طاهر، نصر الدين ناجى، محمد خير، إسلام حامد، هيثم دبور، أحمد حداد وغيرهم.
كما قدمت تجارب موسيقية مع عدد من شباب الموسيقيين فى مصر على رأسهم أسامة الهندى، رمز صبرى، كريم حسام، شريف الوسيمى، عمرو جاهين، محمد عبد الله، إيهاب عبد الواحد، وتتنوع بين Alternative Rock و Funk و Oriental Fusions و World Music.
فى إبريل 2012، أصدرت فيروز كراوية ألبومها الأول بعنوان "برّه منّى" والذى حصل على أعلى الألبومات مبيعا فى Virgin Mega Stores بالقاهرة فى الأسبوعين التاليين لصدوره.
"يقرأون الآن".. المطربة فيروز كراوية تتتبع معاناة المرأة مع الموسيقى الجماهيرية.. وتوضح: الكتاب رحلة ممتعة مليئة بحكايات أشهر المغنيات من السبعينيات وحتى التسعينيات والهجوم عليهن
الإثنين، 08 ديسمبر 2014 04:44 م
فيروز كراوية تقرأ كتاب حكايات المرأة مع الموسيقى الجماهيرية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة