صناعة الشائعات أصبحت سهلة وبسيطة، وما على الشخص الذى يريد تشويه خصمه إلا أن يخترع مقولة أو شائعة ينشرها على فيس بوك، فتأخذ دورتها فى ماكينة شائعات وتنتشر وتتوغل، وهناك قطاع واسع من المستخدمين يصدقون بلا مناقشة أو بسوء نية، وهو أمر يعرفه معتادو خوض المعارك بالموضوعات والأقوال المضروبة.
وعادة، فإن كائنات الشتم تقتات على الفضلات، وتستند لكون مواقع التواصل الاجتماعى خارج الرقابة، وآخر مثالين خلال أسبوع فقط كانت هناك حالتان الأولى مع الفنانة إلهام شاهين، التى اخترع خصومها مقولة تقول فيها: «ياريتنى مدرعة يحارب بيها الجيش الإرهاب» وهى مقولة لا دليل عليها، لكن إلهام تشارك فى حملات ضد الإرهاب، قد يختلف أو يتفق معها البعض، وتم تحويل المقولة إلى طريق للإساءة إلى الفنانة، مثلما فعل عبدالله بدر قبل عامين، عندما سبها وشتمها، ورفعت دعوى وحصلت على حكم بحبسه. فى المرة الأخيرة تعمد خصوم إلهام جعل الكلام طريقا لإيحاءات أو نكات خارجة، تورط فيها مستخدمون ليست لهم خصومة، مثل الجماعة وملحقاتها، وغالبا هم قطاع واحد يصنع شائعات ويروجها بتعمد، وبعد أيام تنبهت الفنانة إلى الأمر، ونفت أن تكون قد أدلت بأى تصريحات من هذا النوع، لكن طبعا هناك فريقا «يهيصون مع الهيصة» ويشاركون فى حفلات السب والقذف.
وفى نفس الوقت نشرت جريدة الشعب التابعة للمتطرفين أن المستشار محمد ناجى شحاتة، رئيس محكمة جنايات الجيزة، الذى يحاكم الإخوان وأصدر ضدهم أحكاما مختلفة، ويعتبره الإخوان وبعض النشطاء صاحب أحكام شديدة، ولم يكتفوا بمهاجمته، لكنهم قرروا الانتقام منه بأحط الطرق.
جريدة الشعب قالت: إن القاضى له صفحة على فيسبوك، يسب فيها الإخوان والنشطاء، ويتابع صفحات جنسية، أعلنوا أنه أغلق الصفحة لكنهم حصلوا على صور منها، وتزامن ذلك مع حملة على تويتر وفيسبوك تشتم الرجل بسبب صفحة، واضح تماما أنها مصنوعة، وملفقة، لأنها تضع على لسانه شتائم تتنافى مع حياد القاضى، فضلا على متابعته لمواقع جنسية، الرجل أصدر بيانا أكد فيه أنه ليس له صفحات على فيسبوك، ومع هذا خرج أحد المحللين فى الجزيرة يهاجم القاضى، وهو من رواد وصناع الموقع المنشور ويستخدم مادة يعرف أنها مضروبة، مثل كلامه وتحليلاته التى يستقيها من مجارير الإنترنت. والمجرور هو خزان الصرف والفضلات.
القضية ليست فى كون الإخوان أو تابعيهم لديهم خصومة مع شحاتة أو إلهام، لكن فى اللجوء لطرق رخيصة وفاسدة اعتادوا فيها الكذب، ويفترض أن يسارع المضارون للإبلاغ عمن يصنعون الصفحات المزورة، حتى يمكن مواجهة «مجارير الفيسبوك»، وأن يعرف مستهلكو الصرف الإلكترونى أنهم معرضون للتسمم.