سعيد الشحات

محمود المملوك و«كهف الرئيس»

الإثنين، 10 فبراير 2014 06:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن عرفت زميلى وصديقى «محمود المملوك» بعد التحاقه بالعمل فى «اليوم السابع»، وأنا أرى فيه صحفيا مميزا، يجمع بين الرغبة الدائمة فى التفرد المهنى، واحترام أصول المهنة، ورصيده منذ بدايته بعد تخرجه مباشرة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يشهد بذلك، هو صغير السن لكنه يشق طريقه «المهنى» إلى عالم كبار المهنة بخطى ثابتة، شأنه شأن كتيبة جيله من الصحفيين فى صحيفة «اليوم السابع».

فى المسار المهنى للصحفى، هو يعيش للحظة سبقه المهنى، والفرق بين صحفى وآخر يكمن فى السعى إليها، هناك من ينتظر إلى لحظة الصدفة فى ذلك، تأتيه كما جاء «سقوط التفاحة» لـ«نيوتن» فوضع منها قانون الجاذبية الأرضية، وهناك من يبحث عن «السبق الصحفى» ويسعى إليه، فيتقدم سنوات من عمره المهنى.

من الصنف الثانى، يأتى اسم محمود مملوك، هو ابن مؤسسة تشجعه كما تشجع غيره، وتحرض الصحفيين على العمل المحترم بمبدأ: «اعمل لمهنتك كأنك تموت غدا».
من هذه الخلفية يأتى كتاب: «كهف الرئيس - الاعترافات الأخيرة لحسنى مبارك»، ويشمل التسجيلات الصوتية للرئيس الأسبق «مبارك» والتى انفردت بنشرها على حلقات «اليوم السابع» قبل شهور، وأثارت عاصفة كبيرة وقت نشرها، فهى كانت «سبقا» بكل المقاييس المهنية، كما أنها كانت المرة الأولى التى يستمع فيها المصريون لآراء رئيسهم الذى طل على كرسى الرئاسة 30 عاما متصلة، كما احتوت على آراء ومعلومات قالها مبارك بصوته وبتلقائيته المعهودة، ومن هذه التلقائية، عرفنا مدى قدرات «مبارك» كرئيس، وأسلوب تفكيره فى التحديات التى تواجهها مصر.

وميزة هذه «التسجيلات» التى حولها «محمود المملوك» إلى كلمات على الأوراق، أنها ليست «حوارا» يخضع للحذف والشطب فى جانب منها، حتى يبدو صاحبها إما «ملاكا» يسير على الأرض، وإما حاكما «عادلا» يبكى حين يعرف «جائع غلبان» فلا ينام إلا بعد إطعامه، وإنما هى عبارة عن «مادة خام»، قالها «مبارك» على تلقائيته كما ذكرت من قبل، وبالتالى فإن قراءتها تعطى مفاتيح إضافية لفهم هذا الرجل ودوره فى تاريخ مصر.

عن «الكتاب» ربما يأخذه البعض إلى مناحٍ أخرى، حول ما إذا كان «مبارك» قد وافق على نشر تسجيلاته أم لا؟، بالرغم من أنه وافق على نشرها فى «اليوم السابع» بعد الحصول عليها، وهناك شهادة من محاميه «فريد الديب» بذلك نشرت فى «الجريدة»، أقول بالرغم من ذلك، فإن الجدل حول هذه النقطة ينطبق عليه المثل الشعبى: «ملقوش عيب فى الورد قالوا أحمر الخدين»، كما أنه يأخذ بالقضية إلى سكة أخرى تماما، لا تنظر إلى جوهر الموضوع بوصفه «وثيقة تاريخية»، تأتى أهميتها فى أنها توفر مادة للمعرفة عن الرجل الذى حكم مصر 30 عاما، وثار عليه شعبه يوم 25 يناير عام 2011.

«محمود المملوك» بكتابه «كهف الرئيس»، يشق طريقه بثبات وامتياز إلى عالم كبار المهنة، فتحية له ولإنجازه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة