فى مثل هذا اليوم 11 فبراير قبل ثلاث سنوات طرد المصريون حسنى مبارك من عرين الرئاسة، بعد أن تنعم بكرسى السلطة لمدة ثلاثين سنة لذيذة لديه تعيسة لدينا، وبرغم أنه فوجئ بخروج الملايين يطالبونه بالرحيل طوال 18 يومًا عاصفا، إلا أنه ظل مختبئا فى القصر يرجو ويخطب ويستعطف دون جدوى، حتى أذعن فى النهاية، وأجبر على الخروج، فذهب إلى شرم الشيخ - مدينته المفضلة - التى لا تبعد كثيرًا عن إسرائيل بوصفه كان كنزا استراتيجيًا لها، كما قال عنه قادة إسرائيل وحاخاماتها.
لكن الضغط الشعبى لم يقبل أن ينعم مبارك وأسرته بالحياة الهانئة فى مكان قصى على شاطئ البحر فى الوقت الذى أصر فيه الرجل على إهانة المصريين وإذلالهم، وإفقارهم بامتداد ثلاثين سنة، فاضطر المجلس العسكرى إلى تقديمه للمحاكمة بتهم خائبة بعد نحو شهرين من إزاحته.
فى خضم الأحداث لم يجرؤ أحد على الدفاع عن مبارك فى البداية، فلما شعر زبانيته وأنصاره أن المجلس العسكرى غير جاد فى تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، وأن هذا المجلس تواطأ مع الإخوان - الوجه الملتحى لمبارك – راح عشاقه ومريدوه يتجرأون رويدًا رويدًا فى الحديث عنه بحيادية، ثم بالدفاع عنه، ثم بالتدله فى غرامه وأيامه وسنواته!
هكذا إذن ظهرت جماعة (أبناء مبارك)، ورأينا أنصاره يرفعون صوره أمام المحكمة فى إهانة لملايين المصريين الذين ذاقوا الأمرين فى عهده البائس، وبدأ رجاله فى الإعلام يذكرونه بالخير ويصفونه بالوطنية، لكنهم لم يخبرونا كيف يكون الرئيس وطنيًا، وقد ترك الملايين من شعبه يعيشون تحت خط الفقر، فى حين سمح للفاسدين من حوارييه بنهب المليارات؟ وكيف يكون وطنيا وهو يترك أجهزته الأمنية تبطش بالناس؟ وكيف يكون وطنيًا من دمر الحياة السياسية؟ وكيف يكون وطنيًا من ترك عاصمة دولته فريسة للفوضى والقبح وأكوام القمامة؟ وكيف يكون وطنيًا من ينصاع للقوى الكبرى على حساب مصلحة شعبه؟ وكيف يكون وطنيا من خطط ليرث ابنه الحكم من بعده؟
يا عشاق مبارك ومريديه من ممثلين وكتاب ومستفيدين.. قوموا بزيارته وتبركوا به.. لكن مهما فعلتم فلن يدخل التاريخ إلا من أسوأ أبوابه!