يقولون «السَّنْدَانُ» فى المعجم الوسيط هو الشىء الذى يطْرُقُ الحداد عليه الحديد، ويقال أيضا: «بين المِطْرقة والسَّندانِ» أى بين أَمرين كلاهُما شر، وقبل سنوات من الآن كنت أعتقد أن استخدام هذا التعبير اللغوى من المحرمات بسبب فرط استهلاكه وابتذاله لدرجة تشعر معها وكأن اللغة عجزت عن إنجاب تعبير لفظى آخر قادر على أن يمنحك نفس المعنى.
لم أفكر يوما أن تكرار استخدام تعبير «بين المطرقة والسندان» راجع إلى طبيعة شعب اختار دوما أن يقسم حاله بين قالبين أحلاهما هو أحسن الوحشين، طبقا للتقييم الشعبى، أكثر مما يرجع إلى فقر لغوى.
(1) هل تعانى من وقت فراغ.. تعال نتسلى بتكرار ما ورد فى السطور السابقة بطريقة أخرى؟
فى الماضى لم أترك فرصة للسخرية من تعبير «بين المطرقة والسندان» ومستخدميه إلا واقتنصتها، نفس حالة السخرية تتضاعف إذا تجرأ أحدهم وقرر أن يستخدم التعبير اللغوى الشهير كرويا «بين فكى الكماشة»، دوما كنت أرى أن العقل البشرى قادر على ابتكار ما هو أفضل.. وبالعودة إلى الواقع تكتشف أن ما يحدث على أرض مصر يؤكد أن «المطرقة والسندان» و«فكى الكماشة» وصف لحالة مصرية أصيلة وليس مجرد تعبير لغوى يتخيل مستخدمه أنه براق.
الجماهير التى حصرت نفسها فى ثنائية الأهلى والزمالك، هى نفسها الجماهير التى حشرت نفسها بين مرسى وشفيق، وهى ذاتها الجماهير «المزنوقة» بين متظاهرين يهتفون يا بديع يا بديع أنت تؤمر وإحنا نطيع، وبالنسبة لها مرسى كيان ملائكى لا ينطق عن الهوى، ومتظاهرين يهتفون يا سيسى يا بلاش واحد غيره مينفعناش، وبالنسبة لهم وزير الدفاع هو الفارس القادم من السماء على حصان أبيض فى أبيض لإنقاذ مصر.
(2) هل يجوز لك أن تشجع الإسماعيلى إذن دون أن تصبح متهما بأنك تهوى الفريق الخسران؟!
الجماهير فى مصر تخشى التعامل مع الأفراد الواقفين فى المناطق الرمادية، الجماهير فى مصر ترتاح جدا للتصنيفات المسبقة، إما أن تكون مع أو ضد، إما أن ترفع شعار رابعة، أو ترفع صورة السيسى.. طيب ولو رفضت؟
التهمة جاهزة وبسيطة أنت طابور خامس يراك ألتراس دولة ما بعد 30 يونيو خلية نائمة، أو عميلا أغرتك أموال الإخوان، ويراك ألتراس الإخوان عبدا للبيادة وعميلا أغرته أموال رجال الأعمال والجيش.
تحت أى راية يقف هؤلاء الذين يرون فى الإخوان فصيلا سياسيا انتهازيا وغير وطنى لأن تنظيمه أحب إليه مما تدعوه إليه مصر، ولأن قيادات الجماعة أغبى من أن تحملهم مسؤولية دولة، وأكثر سذاجة من أن يدركوا مساوئ تحريضهم على العنف والقتل والدم.. ومع ذلك يؤمنون بأن الحل الأمنى والإقصائى ليس الطريق الصالح للتعامل مع الإخوان.
تحت أى راية يقف هؤلاء الذين يرفضون وجود شخصية عسكرية على كرسى الحكم فى مصر، ويصيبهم غثيان ووجع فى المعدة من حملات كمل جميلك وكاريكاتيرات مصطفى حسين لأنهم يؤمنون بأن مصر آن أوانها أن تطلق فكرة الحاكم الفرد بالثلاثة، وفى نفس الوقت يخشون على جيش بلادهم من دعوات التفتيت ومؤامرات الداخل والخارج، ويخافون من أن تتحول دعوات تحصين الجيش إلى تأسيس دولة داخل الدولة وإعلاء قيمة القمع تحت شعار مطاط هو الحفاظ على الأمنى القومى.
(3) لم ينته المقال بعد.. لابد أن تعرف أولا.
علماء النفس يقولون إن سلوك القطيع (herd behavior) هو سلوك الأشخاص فى الجماعة عندما يقومون بالتصرف وفق سلوك الجماعة التى ينتمون لها دون كثير من التفكير أو التخطيط، وحينما بحثوا عن سبب لهذا التصرف وجدوا الأشخاص الأقل مركزا أو الأقل تأثيرا فى الجماعة يميلون إلى التصرف بسلوك من هم أعلى مركزا أو أحسن حالة وظيفية أو اجتماعية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
soad zahran
عقدة السيسي
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد حمدى
مقال كاشف لحقيقة مؤلمة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لو
لوعا يزتتشهرتعالي في الفارغة وتسضر
عدد الردود 0
بواسطة:
BNB
نعم نريدها عسكرية ولا نريدها عراق أو لبنان أو سورية أو ليبيا أو يمن
عدد الردود 0
بواسطة:
م/رجب عبد الونيس
تعقيب
عدد الردود 0
بواسطة:
المنصورة
عجبا لاهل مصر!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
من هم العسكر
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري
مقال رائع
تسلم ايدك
عدد الردود 0
بواسطة:
nabil ahmed
فساد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
السيسي ده برنس