منذ عام 2005 كنا جميعا على يقين أن دولة فاسد مبارك قد انتهت ولم تعد تصلح لأن تستمر وكان لدينا ألف سبب لانهيار دولة هذا الرئيس الذى أعطاه الله فرصة تاريخية فى هذا التاريخ أن يكفر عن سيئاته التى ارتكبها ضد شعبه ولكن عناده وحاشية السوء جعلته يرفض هذه الفرصة التاريخية ويبدو أن الله أراد أن يؤجل انهيار دولة مبارك إلى يوم 11 فبراير 2011 لتكون نكبة حقيقية ليس لمبارك فقط بل لكل رموز حكمه والذى أجبر على التنحى فى هذا اليوم الذى احتفلنا به أمس، الثلاثاء، وأذكر أننى فى 17 إبريل الماضى وقبل سقوط مرسى كتبت مقالا كتبت فيه أن حياة مبارك قبل 25 يناير 2011 لا تصلح أن تكون فيلما سينمائيا، والسبب أن سيناريو حياته لم يكن به أى دراما حقيقية.. فحياته هادئة، وربما تصل إلى حد الملل، فالرجل دخل الكلية العسكرية وأصبح طيارا وحارب الحروب الثلاثة الأخيرة لمصر مع العدو الصهيونى، وآخرها حرب أكتوبر 1973، ثم اختير نائبا لرئيس الجمهورية الرئيس الراحل أنور السادات، ثم رئيسا لمصر لمدة 30 عاما وهى فترة الجمود لكل شىء فى مصر، ولكن ومنذ 11 فبراير وتنحى مبارك عن حكم مصر، تغيرت وجهة نظرى، والسبب أن كل يوم منذ 25 يناير وحتى الآن يصلح فيلما سينمائيا مأساويا بعنوان «نكبة آل مبارك» فمبارك الذى كان يعيش مثل ملوك ألف ليلة وليلة، ثم ينهار كل شىء بسبب عناده، وتسلط زوجته، وأحلام ابنه بأن يرث الأرض وما عليها، كل هذه المشاهد يمكن أن تكون فيلما سينمائيا.. ينتهى بسجن مبارك.
وإذا كان مبارك وأسرته، هم أبطال هذه المأساة، فإن مرسى وجماعته لن يكونوا سوى كومبارس فى هذا الفيلم، لأنهم بعد أن ورثوا حكم مصر من آل مبارك، تحولت مصر فى عهدهم إلى كومبارس فى كل القضايا، ولم يعد لمصر كلمة على أى دولة، وفقدنا نفوذنا فى كل الملفات، وهو ما سيجعل أى مؤلف للفيلم، يبدأ ببيان نائب رئيس الجمهورية الراحل اللواء عمر سليمان، والذى خلع بموجبه مبارك من على عرش مصر، ويتخلله مأساة مبارك وأسرته فى سجون مصر، هذا السيناريو لو تم تصويره فى فيلم، سيكون فيلم الموسم بلا منازع، لأنه سيحكى مأساة مصر كلها فى عامين فقط، خاصة مع حكم الإخوان الفاشل، ورئيسهم مرسى الذى لن يكون سوى كومبارس فى هذا الفيلم، لأنه لم يقدم شيئا لمصر، يمكن ذكره فى سيناريو فيلم «نكبة آل مبارك».