بنظرة سريعة على وضعنا السياسى ستكتشف أن (التردد) هو عنوان المرحلة بامتياز، وأن (الرعب) من تحمل المسؤولية يتصدر المشهد!.
فإذا كانت لهذه المشاعر السلبية من مردود إيجابى، فهو أن الرجال الذين كانوا يتوسمون فى أنفسهم قدرات خاصة ترشحهم للقيام بمهام كبرى أيقنوا أن الشعب لن يقبل بحلول مؤقتة، وأن الإنسان المصرى بات أكثر وعياً ودراية، ومن ثم لا يمكن أن يقبل بخداعه مرة أخرى.
يتبدى (التردد) بوضوح فى مسألة الإعلان عن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، فلا نعرف حتى الآن من ينوى التقدم للفوز بالمنصب الأرفع فى الدولة سوى السيد حمدين صباحى، الذى أعلن عن ترشحه، وهو موقف يحسب له على الأقل فى دحضه (للتردد) الذى يعترى الجميع!.
فالمتحدث باسم القوات المسلحة نفى ما نشرته الجريدة الكويتية بخصوص قرار المشير عبدالفتاح السيسى الإعلان عن ترشحه، وقال إنها اجتهادات صحفية، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أغلق باب التخمينات وقال إنه لا ينوى الترشح للرئاسة، أما إذا نظرت إلى الآخرين فستجد كرة (التردد) تتقاذف بين سامى عنان وأحمد شفيق وعشاق مبارك ونجله!.
المثير للانتباه أن بمصر عدداً لا بأس به من الحركات والأحزاب السياسية، وكثير منها يدعى الحكمة وأنه يمتلك برنامجاً ناجعاً لحل مشكلات مصر المزمنة، ومع ذلك لم نسمع عن حزب ما رشح أحد أعضائه لينافس على منصب رئيس الدولة، فأين حزب الوفد وتاريخه العريق؟ وأين حزب التجمع ومواقفه النضالية؟ إن إحجام الأحزاب عن الدخول فى سباق الرئاسة يكشف شيئين: الأول.. هزال هذه الأحزاب وفقرها من الرجال الأكفاء من ناحية، وسطوة (التردد) على قيادتها من ناحية أخرى!.
الطريف أن انتخابات الرئاسة الماضية لعام 2012 شهدت تنافسًا كبيرًا حتى قبل أن يفتح الباب رسميًا للترشح، فقد أعلن عشرات من النساء والرجال نياتهم لخوض السباق من أجل الظفر بكرسى العرش، لكن اليوم اختفى الرجال وانكمشت النساء وصار الكرسى شاغرًا ينتظر من يجلس عليه.
لا ريب.. فإن الوضع الذى يسيطر عليه (التردد) يؤكد أننا مازلنا صغارًا فى عالم السياسة، وهو أمر محزن بكل أسف!.