حينما أهدتنى الكاتبة إيمان إمبابى كتابها الساخر: «الطمى يا انشراح»، بمجرد أن فتحت صفحته الأولى لم أستطع لمدة ثلاث ساعات أن أغلقه حتى وصلت للصفحة الأخيرة 197، ثلاث ساعات تجولت مع إيمان وصديقتها انشراح، ضحكت ملء شدقىّ، وبكيت حتى ملأت الدموع مقلتىّ، وانشراح شخصية ابتكرتها إيمان بعد ثورة 25 يناير على صفحتها بالفيس بوك، وهى ليست من حزب الكنبة، وليست ثائرة، لكنها كانت دوما حالمة بحياة أفضل، وكانت من بدرى ترى أن العيال بتوع 6 إبريل ملاعين، لأنهم شاركوا السلفيين وأنصار محمد الظواهرى اعتصامهم أمام وزارة الدفاع، ولذلك استقالت انشراح من 6 إبريل، وتمضى إيمان مع انشراح حتى الانتخابات الرئاسية، وأكياس الزيت والسكر ومشروع النهضة، وينجح مرسى وتكتشف انشراح مؤامرة الشاطر، وتسأل انشراح عن الشيخ ممدوح الولى، والمجلس القومى لحقوق الإنسان، وتحضر انشراح يوم 12أكتوبر مليونية كشف الحساب، وكيف ضرب الإخوان المتظاهرين، وتعلن انشراح العصيان المدنى. هكذا شعرت أن انشراح ليست شخصية مبتكرة، بل هى تتلبس إيمان.. وجزء منها، بل شعرت أن انشراح تعيش فينا جميعا، تعبر عن الجانب الصادق فينا، الضاحك الباكى، نبحث عنها ونجدها دائما تخرج من داخلنا إلى ذواتنا، نتأقلم معها.. نحبها ونخشاها، نرفض أن نقدمها للناس إلا على الورق، «انشراح» الاسم والدلالة، حلمت بأن تتحول ثورة 25 يناير إلى طاقة نور، ولكن الإسلاميين أغلقوا تلك الطاقة وضلموها، وتحول الانشراح الثورى إلى قلق وخوف.. وسرقت الثورة من الإخوان.. وكانت انشراح على حق حينما لم تصدق «عاصرى الليمون» فيما ذهبوا إليه من دعم مرسى، تحت زعم ما أسموه الحالة الرومانية.
يقول الأديب الروسى العظيم تيودور ديستويفسكى: «الواقع الذى يستحيل تغيره بالقوة، تغيره السخرية» وهذا ما فعلته الأديبة الساخرة إيمان إمبابى، وكأنها شعرت أن عملها الصحفى والبحثى والتنظير لن يؤدى إلى شىء، فأخرجت إيمان توأمتها من الحشا المصرى وسارت بها نحو الهدف، وبالفعل انتصرت السخرية، وخرج 33 مليون انشراح فى 30 يونيو، ليسقطوا حكم الإخوان، ننتظر منها الجزء الثانى وهل سوف تستمر انشراح فى اللطم أم سوف تضحك؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة