كنت أتوقع أن يترشح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح للانتخابات الرئاسية، وأدافع أنا عن حقه الديمقراطى، وحق حزبه «مصر القوية» فى ذلك، وأتعجب مما طالب البعض به بحل الحزب، وضرورة منع رئيسه «أبوالفتوح» من الترشح للرئاسة بأى وسيلة، فتلك مطالب لا تحترم قواعد الديمقراطية فى شىء.
كانت أغلب السيناريوهات تذهب إلى أن «أبوالفتوح» سيخوض الانتخابات مسلحًا بأصوات جماعة الإخوان، وأنه سيكون مرشحهم «السرى»، وذهبت آراء إلى أن «التنظيم الدولى للجماعة» هو الذى يرسم هذا السيناريو، وزادت بالقول إن هناك مقابلات واجتماعات أعدت لذلك.
قرر الحزب خوض الانتخابات، ثم قرر «أبوالفتوح» الانسحاب، ولو تمهل السادة الأشاوس الذين طالبوا بمنعه من الترشح بأى وسيلة، وطالبوا بحل حزبه، لو تمهلوا وأعطوا لأنفسهم قدرًا من التفكير العقلانى، لتوصلوا إلى أن ترشحه بمثابة أكبر خدمة للديمقراطية، وترسيخ لمبادئها، وتعميق لحرية تداول السلطة، وفى الوقت نفسه- وهذا هو الأهم- اختبار شعبى حقيقى لقوة جماعة الإخوان وأهلها وعشيرتها على الأرض، وهذا بالضبط ما يستحق النقاش.
فى قلب الحديث عن الكتل التصويتية، هناك أسئلة: أين ستذهب أصوات جماعة الإخوان؟، هل ستشارك فى التصويت؟، هل ستقاطع؟، من هو المرشح الذى ستقف خلفه؟.. فى الإجابات، هناك من يقول إن الفريق سامى عنان هو مرشح الجماعة السرى، وفى إجابات أخرى كان القول إن عبدالمنعم أبوالفتوح هو السرى، وقد يكون العلنى.
لو ترشح «أبوالفتوح» كنا سنستطيع أن نحسبها، كنا سنعرف عددًا تقريبيًا للكتل التصويتية التى يستطيع «الإخوان» تحريكها، حاصل مجموع الأصوات التى كان سيحصل عليها كانت ستجيب عن ذلك.
فى الانتخابات الماضية، حصل «أبوالفتوح» على أربعة ملايين صوت، تكونوا عبر تحالف ساند الرجل ضم «ليبراليين» و«يساريين»، ومرر هؤلاء للناخب قناعة بأن «أبوالفتوح» أصبح ليبراليًا ويساريًا، ولم يعد إخوانيًا، وسانده «سلفيون»، على اعتبار أنه سلفى، وسيطبق الشريعة الإسلامية فور نجاحه، وسانده «مطاريد الإخوان» لأنه خرج من جنتهم، وسانده «حزب الوسط» بعد غدره بالدكتور محمد سليم العوا.
هذا الخليط من الأطياف السياسية أدى إلى أن تكون أصوات «أبوالفتوح» بمثابة «من كل بستان زهرة» أو «من كل فيلم أغنية».. لا نستطيع القول إنها تعبير عن بناء فكرى وسياسى متكامل لـ«أبوالفتوح»، إنما جمهور انتخابى قابل للتغيير فى ظروف أخرى.
الانتخابات الحالية تتم فى ظرف مغاير، وبيئة سياسية حدثت فيها تحولات جوهرية، أدت إلى تفتت «حلف أبوالفتوح»، فى مقابل وجود إخوانى بقدر ما، وهذا الوجود الذى بنت أغلب الآراء توقعاتها على أنه سيذهب إلى «أبوالفتوح» فى حال ترشحه كنا نحتاج إلى أن نعرفه حقيقة، ونختبره جديًا فى تجربة انتخابية مهمة، وليس أهم من تجربة الرئاسة.
وفقًا لذلك، كنت أتمنى أن يخوض عبدالمنعم أبوالفتوح الانتخابات، ولا يرفع المعارضون سيوفهم عليه.. أقول ذلك رغم معارضتى له.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ ده كــــلام ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين
حضرتك مش عارف اصوات الاخوان اين ستذهب؟