وبدأت معركة الانتخابات الرئاسية، ومعها بدأ الاختبار الحقيقى الذى سيكون كاشفا فاضحا للجميع، من كان يتاجر بالمواقف ومن كان يخاف فعلا على مصر، من خرج إلى الميادين ملبيا صرخة وطنه، ومن خرج حالما بالملك وسلطانه، من تحرك طمعا فى سلطة ومن سارع مضحيا من أجل بلده، من كان يخدعنا طوال الشهور الماضية ومن كان صادقا فى ثوريته مخلصا فى مبادئه، من لديه استعداد لبيع نفسه من أجل الكرسى ومن لديه رغبة فى التضحية بنفسه كى لا يشتريها أحد، من سيضع يده فى يد الإرهابيين من تحت الترابيزة ومن يقبل أن تقطع يده قبل أن تمد إليهم أو تهادنهم على حساب بلده، من سعى إلى الترشح وقاتل عليه ومن طلب منه وسعى إليه.
مرحلة الخداع انتهت، والصندوق الانتخابى لا يكذب ولا يتجمل وسيحكم بالعدل الشعبى على الجميع، ليس فقط المرشحين وإنما كل من لعبوا على مشاعر المواطنين وتاجروا بمعاناتهم من إعلاميين وسياسيين وثوريين، من تحدثوا باسم المصريين وهم لا يعرفون عنهم شيئا، من نصبوا أنفسهم أوصياء بلا حق، واحتكروا لأنفسهم الحقيقة بلا مبرر.
ستكشف الأيام من يتآمر ومن يدفع ثمن المؤامرة، من مد يده ليقبض، ومن مد يده ليمنع عن بلده الخطر ويصد عنها الفتن، من تمرد بصدق ومن تمرد بالأجر، يقينا سيكون الحكم قاسيا.. لكن على الجميع أن يتحمله لأنها مصر التى تحكم وليس مرشد ولا جماعة ولا تيار، وإذا حكمت مصر فليرضخ لحكمها الجميع.