ماذا فعلت حركة حماس منذ سقوط نظام محمد مرسى وجماعة الإخوان؟ وعلام تراهن فى المستقبل القريب؟
أول ما فعلته حركة حماس، أنها قرنت شعار الإخوان مع شعارها على أعلامها الخضراء، ثم توحدت مع أزلام الإخوان الذين باتوا يعيشون على الإرهاب الموجه لمؤسسات الدولة المصرية ومصالحها، ويستمدون قوتهم من شعار رابعة الغامض، وكأنه كلمة سر بين كل المنتمين لهذه الجماعة الإرهابية التى تعادى الشعب المصرى.
لذا، سعت حماس بغباء منقطع النظير إلى رفع شعارات رابعة فى استعراضاتها العسكرية، وطوابير المقاومة، فضلا على الانخراط فى صفوف الإرهابيين الذين يحاولون تثبيت قاعدة أن سيناء والإسماعيلية أى محيط قناة السويس منطقة خطرة وضعيفة أمنيا.
الشواهد على ذلك كثيرة متعددة وموثقة بالصوت والصورة، وفى مقدمتها اعترافات عشرات المتهمين الفلسطينيين الغزاويين من أعضاء حماس الذين تسللوا عبر الأنفاق غير الشرعية، وحملوا بطاقات مصرية مزورة، سواء ضبطوا وسط خلايا إرهابية أو للاشتباه فى تورطهم بعمليات هجوم على أكمنة الشرطة أو تشكيلات القوات المسلحة.
وثانى الشواهد على ذلك المساهمة فى تهريب التكفيريين من كل أنحاء الدنيا إلى سيناء، عبر أنفاق غزة، وإمدادهم بأسلحة وصواريخ نوعية لاستهداف طائرات الجيش المصرى.
وثالث الشواهد، إيواء حماس لعدد من أبرز المطلوبين على ذمة قضايا الإرهاب ومنهم القيادى الخطير بجماعة الإخوان محمود عزت، فضلا عن إيواء كثير من التكفيريين الخطرين الذين فروا من البلاد بطريقة غير شرعية عبر الأنفاق وفضلا على ذلك، إصرار حماس على ممارسة تكتيكات المقاومة على الأرض الخطأ، وضد العدو الخطأ، فقد تركت حماس إسرائيل التى تحتل الأراضى الفلسطينية، واختطفت ضباط شرطة مصريين، مازالت تحتفظ بهم كرهائن منذ ثلاث سنوات، وتقايض بهم تارة للإفراج عن محمد مرسى الذى يحاكم على ذمة حزمة من القضايا شديدة الحساسية، أو تطلب الإفراج عن عدد من المحتجزين الخطرين أمنيا مقابل إطلاق سراح الضباط.
إجمالا، تسير حركة حماس بغباء شديد فى طريق معاداة الدولة المصرية وتهديد أمنها، وهو خطر لا يستطيع أى صانع قرار، أن يصبر عليه طويلا مهما أخذ فى اعتباره عوامل الإخوة بين الشعبين المصرى والفلسطينى، والمحنة التى يحيا فيها أهالينا بغزة، تحت الحصار الإسرائيلى الحمساوى.
من ناحية ثانية، تمزق حماس كل أوراق المصالحة مع الفلسطينيين برام الله والضفة، وكلما دعا الرئيس الفلسطينى إلى لم الشمل، والشروع فى إقامة انتخابات تشريعية جديدة، وتوحيد الصف، تضع حماس العصا فى العجلة وتعرقل أى خطوات من شأنها الإطاحة بها من الهيمنة على القطاع، وهو الوضع الذى لا يخدم سوى السياسات الإسرائيلية التى تهدف إلى عزل غزة واقتطاع أجزاء من سيناء، أو من الأردن لإقامة دولة رمزية للفلسطينيين مع ترحيل فلسطينيى الضفة إليها، وهو المشروع الذى سعت إليه حماس بالفعل تحت هيمنة محمد مرسى، الذى وافق للأمريكان على بيع %40 من أراضى سيناء، لضمها إلى الدولة الفلسطينية المزعومة، بديلا عن الأراضى الفلسطينية التى تسعى تل أبيب لابتلاعها إلى الأبد.
طيب.. إذا كانت حماس تحرق مراكبها فى مصر، وتقطع كل خطوط الرجعة إلى المصالحة الفلسطينية، ما الذى يتبقى لها، مع الأخذ فى الاعتبار أن الأهون على قيادات حماس، إسالة بحور الدماء الفلسطينية، ولا يتركون السلطة التى جعلت منهم أباطرة ومليارديرات فى غضون سنوات قليلة.
لا تراهن حماس إذن إلا على إسرائيل، ففى أول أزمة للوقود بعد هدم الأنفاق غير الشرعية، التجأ أشاوس الحركة إلى إسرائيل، كما يجرى التنسيق الأمنى بين الجانبين على أعلى المستويات يوميا، وما الصواريخ الطائشة التى تسقط مرة كل شهر فى صحراء النقب، أو على السواحل الإسرائيلية، إلا ذرا للرماد فى العيون، فالأصل هو السلام الدافئ بين تل أبيب وحماس على أساس السعى المشترك إلى إقامة دولة حماستان بأى شكل بزعامة الوجوه الحالية للحركة.
وإذا كان هذا هو الخيار الحمساوى، فليس غريبا على قيادات الحركة، أن تصرخ وتولول كل يوم، وأن تصدر البيانات التى تستعدى فيها جامعة الدول العربية على مصر، وتدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق عربية وإسلامية فى التهديدات المصرية لأمن غزة والحركة أو فى اتهامات وسائل الإعلام المصرية للحركة! تسيرحماس فى طريقها الدموى إلى نهايته إذن، ولن ينقذ الفلسطينيين منها إلا الإرادة الفلسطينية نفسها، عندما تؤمن أن الحركة أصبحت عبئا على الثوابت الوطنية الفلسطينية، ومصدرا للخسائر المتوالية التى لن يستطيع الشعب الفلسطينى تحملها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة