يحكى أن لصاً صينياً ذهب للسطو على بنك، وقال للموجودين: المال ملك الدولة وحياتكم ملك لكم، فاستلقى الجميع على الأرض مستسلما، وهذا ما يسمى «مفهوم تغيير التفكير» وعندما استلقت سيدة على الطاولة بشكل مستفز قال لها اللص: كونى متحضرة هذه سرقة وليست اغتصاباً، وهذا ما يسمى «أن تكون محترفاً»، عندما عاد اللصوص إلى مقرهم.. قال الأصغر سنا، والذى يحمل شهادة حديثة فى إدارة الأعمال للزعيم الأكبر: دعنا نعد الأموال، فنهره وقال له أنت غبى، سنعرف من نشرات الأخبار، وهذا ما يسمى بالخبرة، بعد مغادرتهم بغنيمتهم حاول مدير البنك الاتصال بالشرطة، ولكن مدير الفرع قال له: انتظر دعنا نأخذ 10 ملايين دولار ونحتفظ بها لأنفسنا ونضيفها إلى الـ70 مليون دولار التى قمنا باختلاسها سابقاً، وهذا ما يسمى «السباحة مع التيار».
فى اليوم التالى، ذكرت وكالات الأخبار أن 100 مليون دولار تمت سرقتها من البنك. جلس اللصوص يعدون النقود أكثر من مرة، ليكتشفوا أن المبلغ هو 20 مليون دولار فقط، غضبوا كثيراً، وقالوا نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون دولار فقط، ومدير البنك الحرامى حصل على 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه، وهذا يعنى أن تكون متعلمًا قبل أن تكون لصاً، وهذا ما يسمى «المعرفة تساوى قيمتها ذهباً».
كان مدير البنك فرحان، لأنه غطى خسائره فى سوق الأسهم، وهذا ما يسمى اقتناص الفرصة، هذه الواقعة أو الحكاية التى قرأتها أمس، حدثت وتحدث كثيراً فى مصر، ليس فى البنوك فقط.