أقترب من عامى الواحد والستين، عرفت العمل السياسى منذ 1967، أى منذ 46 عاما، كنت دائما يساريا، انتقلت من الفكر الماركسى إلى الديمقراطية الاجتماعية، لم أبارح صفوف المعارضة، سجنت وشردت، لا أمتلك سوى ضميرى ومواقفى، سواء قيمها البعض بالإيجاب أو بالسلب، وعملت بالبحث والصحافة 35 عاما، كرمتنى النقابة على مشوارى الصحفى، حصلت على جوائز مصرية وعربية ودولية، ولا أحتاج إلا إرضاء ضميرى، ولذلك أكتب هذا المقال إلى من يهمه شأن هذا الوطن، ولا أبتغى سوى توصيل تلك الرسالة، أنجز شعبنا ستة ثورات، وكتبت ستة دساتير أساسية، نضال لم يحققه أى شعب، ولكن للأسف لم تكتمل لنا ثورة ولم يعش لنا دستور!
بالتأكيد ليست مشكلة الشعب، ولكن مشكلة النخب التى أدمنت الفشل لأنها فضلت مصالحها على مصالح الوطن، والآن نحن فى حرب على الإرهاب ومفترق طرق، أقلية إخوانية إرهابية تقاتل بمنتهى الخسة والعمالة ضد الوطن، وأقلية مالية «رجال أعمال لجنة السياسات» من تسببوا موضوعيا بمشروعهم الفاشل عن التوريث من إسقاط الرئيس الأسبق مبارك، وبفسادهم حولوه من بطل من أبطال حرب أكتوبر إلى متهم فى القفص، الإرهابيون واضحون، ونحن فى حالة حرب معلنة معهم، وإن كان الإخوان قد امتطوا ثورة 25 يناير واحتكروا السلطة، فإن الأقلية المالية تحاول أن تمتطى ثورة 30 يونيو بطريقة ناعمة، لقد احتكروا تقريبا أغلب وسائل الإعلام، وشيطنوا عبرها ثورة 25 يناير، مستغلين فى ذلك أخطاء فادحة لقلة من شباب الثورة من جهة، ومكافحة الفاشية الإخوانية من جهة أخرى، والآن يحاولون أن يسيطروا على حلم التغيير وينصبون الأفخاخ للمرشح المحتمل المشير السيسى، ويوهمون الرأى العام عبر الآليات الإعلامية والشحن والتعبئة على أنهم رجاله وسيداته، ويصرفون ببذخ على حملته الانتخابية التى لم تبدأ، ويوهمون العامة بأن المنصب كان من حق أحد المرشحين السابقين للرئاسة، ويتحالفون مع أحزاب الطغم المالية من أجل السيطرة على البرلمان القادم، ويشوهون من ترشح مثلما يفعلون مع حمدين صباحى، هذه الحملات المفضوحة جعلت قطاعات كبيرة من الشباب تنسلخ عن ثورة 30 يونيو وتقترب من الإرهابيين، لأن الشرطة التى تقدم الشهداء الأبرار كل يوم يتحكم فيها أناس بلا عقل مثل «حادث المتهمة دهب»، الذى أعطى ثغرة لمن يريد أن يشوه كفاح الشرطة ضد الإرهاب، أو سجن أحمد دومة وأمثاله، هكذا تدار الأفخاخ الخبيثة، هل يعى المشير درس الأبطال السابقين السادات ومبارك؟ أتمنى مع كامل تقديرى التوفيق للرجل ومواقفه.