الاختفاء فى سيناء، بشكل عام وجبال سانت كاترين بشكل خاص، أمر معتاد ومتجذر فى التاريخ، وبدأت منذ سنوات التيه، لنبى الله «موسى» وبنى إسرائيل والتى استمرت 40 عاما، وحتى مجموعة الشباب الثمانية من بينهم المخرج محمد رمضان، منذ أيام قليلة.
ومنطقة سانت كاترين، معقدة جغرافيا، وتضاريسها شديدة القسوة، ومناخها متقلب، وتضم مجموعة جبال هى الأعلى فى سيناء بل وفى مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى، نسبة لنبى الله موسى الذى كلم ربه فوقه وتلقى الوصايا العشر وفقا للديانات السماوية الثلاث.
إذن الذين يتحدثون عن الإهمال الجسيم، والمؤمرات الكونية لاختفاء الشباب، وتقصير حاد للدولة فى حماية أبنائها، ما هم إلا مزايدين، ويفتقدون للمعرفة التاريخية، والطبيعة الجغرافية لهذه المناطق الوعرة.
المؤرخون وكتاب تاريخ الأديان أنفسهم يرون أنه ربما عاصفة واجهة بنى إسرائيل ونبى الله موسى، شتت شملهم، ودفعت بهم إلى التيه، استمر أربعين عاما كاملة، تلك الرحلة التى بدأت فى مرحلتها الثانية من جبل موسى الذى صعد إليه النبى موسى ليكلم ربه الذى أمره أن يذهب بقومه إلى أرض الميعاد، وهو الجبل الذى وصلوا إليه فى اليوم العاشر كما ورد ذكره فى سفر الخروج، ثم عبروا وديان صحراء سيناء الوسطى ليصلوا إلى إيلات التى دخلوا منها إلى أرض كنعان.
هذه القصة كانت موضع اهتمام كبير من علماء الغرب، للاستكشاف والتنقيب ومنها إحدى البعثات الأثرية الألمانية فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، والتى بحثت فى مناطق عيون موسى وجبل موسى والوادى المقدس الذى يعرف بوادى سانت كاترين، والتى اكتشفت أثناء مرورها بوادى سدر حقيقة (المن والسلوى)، حيث عثروا على الحشرة النادرة التى تفرز (المن) فى وقت معين من السنة يتفق فى نفس ميعاد ظهور طائر (السلوى) والتقاء موسى بربه على الجبل، وإقامة اليهود فى الوادى فى انتظار نبيهم وهو يحمل ألواح البشرى ووصايا الإله.
الحقيقة أن هذه المنطقة، صعبة ومعقدة التضاريس، وأن نبى الله موسى (تاه) فيها، لذلك يجب على المولولين من (كائنات) الفيس بوك وتويتر (الفضائيين) أن يقرأوا المشهد جيدا، وعدم تفسير الأشياء على إنها مؤمرات كونية من صنع الدولة!!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة