الحمد لله، عاد منذ أيام ذلك الدينار الأثرى النادر الذى فقد فى تفجيرات مديرية أمن القاهرة، التى أصابت متحف الفن الإسلامى بالكثير من الدمار، وقد كتبت قبل عودة الدينار بأيام مقالا تحليليا حول هذا الدينار، والطريقة الغريبة التى اختفى بها، ومدى الاستهانة التى ظهرت فى تصريحات وزير الآثار حول هذه الفاجعة، كما أبرزت فى هذا المقال ما يتمتع به هذا الدينار من فرادة وندرة جعلت منه مستحقا لذلك القول «خف وزنه وثقل ثمنه» حيث يبلغ سعر هذا الدينار على أقل التقديرات ما يقرب من 20 مليون جنيه. وللأسف فقد أسهمت تصريحات الوزير «المستهينة» فى تغافل الكثيرين عن هذا الدينار الذى كان مفقودا، فقيمة هذا الدينار لم تتضح فى كلام الوزير الذى قال «لم يفقد شىء فى المتحف فيما عدا دينار يعود لسنة 77 هجرية»، وهو بذلك الكلام غير المسؤول قد تغافل عن ذكر أن هذا الدينار يعد أول دينار إسلامى معرب بالكامل، كما يعد وثيقة تاريخية نادرة عن حركة تعريب الدواوين التى قادها الخليفة عبدالملك بن مروان، كما تغافل عن أن هذا الدينار لأهميته وندرته يعد «المطلوب رقم 1» فى الأسواق العربية والعالمية.
بعد أيام من تناولى لأهمية هذا الدينار التاريخية والألغاز التى تحيط باختفائه، خاصة أنه الوحيد الذى فقد من بين عشرات الدنانير والقطع الأثرية التى كانت معه فى ذات الفاترينه، قالت الآثار فى بيان لها إنها عثرت عليه فى أحد مواقع الإنترنت بعد تهريبه إلى الخارج، وبعد النظر فى تاريخ الإعلان عن هذا الدينار فى مواقع الإنترنت كتبت مقالا بعنوان «وزارة الهزار.. الآثار سابقا»، وقلت إن الوزارة «بتهزر» لأنها تبحث عن دينار فقد فى شهر يناير فى إعلان نشر فى شهر أكتوبر، أى قبل فقد الدينار بثلاثة أشهر، وبعدها بيوم واحد طلعت الوزارة علينا لتقول إنها عثرت على الدينار المفقود وسط ركام المتحف، ثم دعت الصحف إلى مؤتمر صحفى لعرض الدينار أمام الرأى العام. أولا وأخير نحمد الله على هذه العودة المفاجئة، لكن هذه «العودة» لا تعنى أن نتغافل عن الألغاز التى أحاطت بالفقدان كما أحاطت بالعودة، فلم نعرف حتى الآن أين كان هذا الدينار طوال هذه الفترة، وكيف تم العثور عليه «دون خدش»، ولهذا أطالب النائب العام بفتح تحقيق فورى فى هذه الواقعة.