من الفياجرا إلى علاجات فيروس سى والسرطان بالأعشاب، كله متداول على الرصيف وفى إعلانات التليفزيون، من أعشاب وأدوية "بير السلم".
فى ظاهرة باتت الملفت فيها ليس زيادتها، إنما لا مبالاة أجهزة الدولة التى بدت كما لو أنها، تساهم فى تغليف الموت، وتدعيم تجارته تحت مسمى "طب الرصيف".. على عينك يا تاجر.. وبسعر زهيد.
بح صوت خبراء الصحة من غياب الرقابة على صناعة وتجارة الدواء فى مصر، لكن على الرصيف انتشرت تجارة الأعشاب، بدعوى علاج الأمراض التى فشل الطب فى علاجها!
الرصيف واسع، وأدويته متعددة، بينما المواطن المصرى غلبان "يتعلق بقشاية".. وربما تكون القشة التى تقصم الظهر.
تقول التقارير الرقابية، إن "100%" من أدوية وعلاجات الرصيف "غير صالحة للاستهلاك الآدمى".. يعنى هى ليست أدوية.
تداول وانتشار العلاجات، لكل الأمراض تقريبا، من أول الفشل الكلوى، وانتهاء بالسرطان، على الرصيف، فى صور أعشاب، أو فى صورة مستحضرات مصنعة، أما مهربة، أو مصنعة محليا تحت "بير السلم" فى مصانع مخصصة لإعادة تدوير تلك الأدوية.. دون أية رقابة.
ليس الرصيف فقط، أو ما يسميه البعض بـ"السوق السوداء" مع أنها ليست سوق من الأساس، إنما الملفت، تداول إعلانات بغزارة عن تلك المستحضرات على شاشات الفضائيات، مع رواج شديد فى الطلب، وبالتالى مزيد من الكوارث فى أجسام المرضى.
وعلى الفضائيات، هناك المزيد من أعشاب علاج الأمراض المزمنة، بدءاً من الصلع والنحافة، وانتهاء بالعجز الجنسى القاسم المشترك فى أدوية الرصيف، وأعشاب الفضائيات، الأمر إلى وصل فى ابتكار جديد، إلى إعلانات فى الجرائد، والصحف، لإيصال الدواء "ديلفرى" حتى باب المنزل، وتحت ضغط غلاء الدواء المصرح به، واستشارات الأطباء، يضطر الكثيرين إلى الشراء.
"كوكتيل" الإعلانات التى تغرق الفضائيات والتى تقدم العديد من العقاقير فى صورا متعددة، جاهزة للتعاطى، دون استشارة طبيب أو الحصول على إذن من وزارة الصحة.
الخطير فى هذه الظاهرة، أن الإعلانات دائماً ما تزعم تسجيل هذه الأدوية فى وزارة الصحة وبالطبع تحاول إضفاء مصداقية لهذه السلع، وبطبيعة الحال لا يملك المشاهد العادى الذى يتحول نسبة كبيرة منه إلى مستهلك التأكد من اعتماد وزارة الصحة والأجهزة الرقابية لهذه العقاقير من عدمه وبالتالى ينخدع قطاع كبير بهذه الإعلانات التى تداعب أحلام الراغبين فى الشفاء.
الأمر لم يقتصر على الرصيف، بعد أن صادرت حملات وزارة الصحة شيكولاتة "الفنكوش" داخل صيدليات فى مناطق شعبية وكروية!
و"الفنكوش" شيكولاتة داعبت أحلام الفحولة، لدى البسطاء، بيعت كمنشط جنسى سريع المفعول، مقابل جنيه للحبة الواحدة، لاستعادة الشباب و"تكسير الدنيا".. وقالت تقارير الصحة إنها "تحتوى مواد شديدة السمية" لها تأثيراتها السلبية على الكلى والكبد.
تقرير حديث، قال إن معظم علاجات الأعشاب وأدوية الرصيف، المصنعة فى "بير السلم" محظورة دولياً، بينما تتداول بقوة وبوفرة فى السوق المصرية.. الصيادلة والأطباء يحملون غياب الرقابة لمسئولية، بينما تحمل الحكومة الاتهامات على ما تسميه بـ"مافيا تصنيع وتدوير الأدوية".. وسواء هذا أو ذاك، فالأكيد.. ومع استمرار الوضع، أصبح الداء فى الدواء.. بينما الداء الأصلى، فى ظل مساوئ كثيرة تواجهه منظومة الصحة الحكومية.. لا يجد من يداويه.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مقال رائع كالعاده - المسئوليه بكاملها تقع على الوزاره المختصه واجهزة مراقبة الدواء
بدون