أكد الدكتور مدحت عبد الحميد أبو زيد، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن نوبة الهوس الخفيف فترة محددة متواصلة من المرح والمزاج، وزيادة النشاط أو الطاقة بشكل غير طبيعى، تستمر هذه الأعراض لمدة لا تقل عن أربعة أيام متتالية، وتحدث معظم اليوم، وكل يوم تقريبًا أو أى فترة زمنية إذا استدعى الذهاب للطبيب.
وأضاف "أبو زيد"، أنه أثناء فترة اضطراب المزاج وزيادة الطاقة تتوافر ثلاثة أو أكثر من الأعراض التالية، وتسبب تغيرًا ملحوظًا فى السلوك المعتاد، والمبالغة فى تقدير الذات أو الشعور بالعظمة، وقلة الحاجة إلى النوم مثلاً، الشعور بالراحة بعد ثلاث ساعات فقط من النوم، ويثرثر أكثر من المعتاد، أو يصعب عليه التوقف عن الكلام، وتطاير الأفكار أو خبرة ذاتية بأن الأفكار تتسابق، وتشتت الانتباه أى سهولة انصراف الانتباه إلى مثيرات خارجية غير مهمة أو غير متعلقة بالموضوع، كما يذكر أو كما يلاحظه غيره.
وأوضح "أبو زيد"، أن زيادة النشاط الموجه لهدف سواء كان اجتماعيًا أو فى العمل أو المدرسة أو جنسيًا أو تهيج نفس حركى، والتورط المفرط فى أنشطة ممتعة غير مأمونة العواقب مثل: الانغماس فى نوبات شراء سفيهة، أو حماقات جنسية، أو مشروعات استثمارية طائشة.
وأكد "أبو زيد" أنه ترتبط النوبة بتغير قاطع غير معهود بالنسبة للفرد، فى حالة عدم وجود الأعراض، واضطراب المزاج والتغير فى التوظيف، يلاحظهما الأفراد الآخرون، موضحا أن النوبة ليست شديدة لدرجة تسبب إعاقة ملحوظة فى التوظيف الاجتماعى أو المهنى أو تستدعى الإحالة للمستشفى، وإذا وجدت ملامح ذهنية فإن النوبة تشخص بوصفها نوبة هوس.
وأكد "أبو زيد" أن النوبة لا تحتاج إلى تأثيرات فسيولوجية مباشرة لإحدى المواد، مثل الأدوية والعقاقير أو لحالة طبية، وتعد نوبة الهوس الخفيف الكاملة التى تحدث أثناء العلاج بمضادات الاكتئاب، مثل الأدوية والعلاج بالصدمات الكهربائية، ولا تشخص بوصفها اضطرابا ثنائى القطب، ولكن إذا استمرت الأعراض عقب زوال التأثيرات الفسيولوجية فإن التشخيص ينطبق.
ويحذر "أبو زيد"، بأنه يجب توخى الحذر، حيث أن حدوث واحد أو اثنين من الأعراض لا تعد كافية لتشخيص نوبة الهوس الخفيف، ولا تعد بالضرورة مؤشرًا لاستهداف الإصابة بالاضطراب ثنائى القطب.