إلى السادة عبدة الأصنام، هبل ومناة واللات والعزى والشرعية، بدعوى التقرب بها إلى الله زلفى وإلى نواميسه فى الأرض وما أراده من أنظمة الحكم، أقول لهم إن الله لم يخلق أصناما لعبادتها، ولم يطلب منا أن نعبده عبر وسائط، وإنما طلب منا التفكر والتدبر فى آيات الكون والعلامات التى تهدينا إلى صلاحنا.
صنم الشرعية مثلا الذى صنع منه الإخوان وداعموهم الغربيون آلاف النسخ ووزعوها فى الميادين وزرعوها فى عقول أتباعهم بدعوى أنهم يحملون صكها ويملكون المفاتيح إلى الله عز وجل، انكشف وتهاوى فى بلد بعيد اسمه «أوكرانيا» عندما أثبت الشعب بإرادته الصلبة أنه مالك الشرعية وليس عليه أن يسجد لها لمصلحة حكام منحهم هو تفويضا للحكم ثم اكتشف فسادهم أو عدم صلاحيتهم للقيام بالمهمة التى أوكلها لهم، فأراد أن يرجع فى قراره وأن يسحب منهم - أى من هؤلاء الحكام ــ التفويض الذى منحه لهم، وكعادة كل المتسلطين، لا يوافق الحكام بسهولة على فكرة أن الشعب يمكن أن يعود فى قراراته وأن يسحب تفويضه منهم، فكان لابد أن تسيل دماء وأن تقام مظاهرات حاشدة، حتى ينصاع حكام أوكرانيا وأن يجلسوا للتفاوض مع ممثلى الشعب والمعارضة وأن يلتزموا وياللهول بانتخابات مبكرة نزولا على إرادة الشعب. عندنا فى مصر، مازال عبدة الأصنام على حالهم، كما كانوا قبل 30 يونيو والبلد ينهار والحرب الأهلية تلوح فى الأفق، عبدة الأصنام استعانوا بالجهلاء التكفيريين الإرهابيين لقمع الناس وتخويفهم، فى الوقت نفسه الذى رفعوا فيه صنم الشرعية وجعلوا له شعارا من أربعة أصابع، ولونا أصفر مميزا لا لشىء إلا ليواصلوا تسلطهم واحتفاظهم بكراسى الحكم.
وحتى عندما ثار الناس فى 30 يونيو، وحتى عندما تدخل الجيش ليحسم الأمر لصالح الناس وليمنع نشوب الحرب الأهلية المخطط لها فى مصر حتى يتم التقسيم، واستقطاع سيناء وجزء من الجنوب وجزء من الغرب لإقامة مجموعة من الدويلات المشوهة وتفتيت النسيج الاجتماعى المصرى للأبد، لم يكف عبدة الأصنام عن الترويج لأصنامهم، خاصة صنم الشرعية ونظموا المؤتمرات الدولية وخصصوا ملايين الدولارات من أجل كسر إرادة الشعب وإعادة المعزولين المطرودين إلى كراسى الحكم عبثا، بل لم يتورعوا عن القتل العشوائى ومهاجمة مؤسسات الدولة بالمولوتوف وكل من يرتدى زى الجيش والشرطة انتقاما من الانحياز لإرادة الناس.
درس أوكرانيا الباهر فى وضوحه والذى يؤكد أن الشعب هو مالك السلطات وهو من يولى ومن يعزل، هو من يرضى ومن يسخط، مازال بعيدا عن أذهان المعزولين والإرهابيين الذين يكذبون على الله ويزعمون أنهم يحكمون باسمه وشرعه ويقتلون باسمه وشرعه ويحرقون باسمه وشرعه، وهذا هو العامل المتغير بين مصر وأوكرانيا، والذى يتم من خلاله توظيف كل أمراض التخلف لصالح تكريس صنم الشرعية العربى فى مواجهة سقوطه الغربى المدوى!
درس أوكرانيا الباهر، لم يحرك ساكنا لدى المعزولين فى مصر وظل محمد مرسى فى آخر جلسات محاكمته فى قضية الهروب من وادى النطرون والتخابر وإفشاء أسرار الدولة المصرية يردد هاذيا أنا رئيس الجمهورية وأمتلك السلطة والقرار أنا المسؤول، أنا الرئيس الشرعى.. الشرعية معى والمحاكمة باطلة!!
لن يفيق مرسى وغيره من المعزولين بجماعة الإخوان الإرهابية إلا أمام أعواد المشانق وداخل الزنازين الانفرادية بعد الأحكام المشددة، وبعد أن ينساهم الناس خلال بضع سنوات يلتفتون خلالها إلى صناعة مستقبلهم، بعيدا عن أمراض التخلف واستغلال دين الله السمح الذى جاء لتحرير الناس، من أجل استعبادهم والتسلط عليهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حماده
المقارنة فاسدة الجيش رفض التدخل فى السياسة فى أوكرانيا